مرحبا بكم في ملتقاكم، وشَكَرَ الله لكم هذا النقاش العلمي المؤدب. وكما ذكر لكم شيخنا عبد الرحمن الشهري - حفظه الله تعالى - ... فالشيخ مساعد الطيار - حفظه الله - يفرح بمثل هذه المطارحات العلمية الجادة، وهذا ما لاحظتُه من خلال متابعة مشاركاته في هذه الملتقى الطيب.
أسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد.
.................................................. .....................................
أخي الكريم قلتم:
"القضية السابعة: موضوع الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات
يتبنى الأستاذ مساعد الطيار الرأي القائل بأن الأحرف السبعة هي سبعة من الوجوه التي يقع بها التغاير، ورد على من قال: إن عثمان حذف ستة أحرف قرآنية، وأن ذلك لا يتفق مع منطوق قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)."
وقلتم في المناقشة: " والقول بأن القول بالتخيير لا يوافق منطوق قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).قول غير دقيق؛ ذلك لأن القائلين بهذا القول لا يشكون لحظة واحدة بأن القرآن محفوظ، وأن الاقتصار على حرف واحد لا يعني العبث بالقرآن أو عدم حفظه البتة، بل إن إبقاء الحروف الأخرى مع ظهور تلك المشكلات في زمن عثمان- رضي الله عنه- كان يمكن أن يؤدي إلى نتيجة غير محمودة."
قلتُ:
أولا: لا أعتبر نفسي مناقشا بل سائلا مسترشدا وذلك لأنني قليل العلم زهيد البضاعة.
ثانيا: أوافقكم في اعتراضكم على شيخنا - حفظه الله تعالى - بالنسبة لهذه القضية. وكنتُ قد قرأتُ رأيَ شيخنا - حفظه الله تعالى - فأشكل عليّ الفهم الذي خرجَ به للآتي:
أ-) استدلاله بالآية الكريمة (إنا نحنُ نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون): (الحجر،9) تدعيما لرأيه - حفظه الله - يثير لدي بعض التساؤلات:
1) تكفل الله تعالى بحفظ كتابه الكريم من التحريف والزيادة والنقص، فهل يرى الشيخ - حفظه الله تعالى- أن الرأيَ القائل بأن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - حذف ستة أحرف قرآنية .. لا يتفق مع الآية الكريمة لأن هذا يدخل في حفظ القرآن الكريم من النقص؟
2) من المعروفِ أنّ علماءَ وأئمة القراءات أودعوا في كتب القراءات ما وصلهم منها، وقد أودع أبو القاسم الهذلي - رحمه الله تعالى - في كتابه " الكامل" خمسون قراءة وصلت إليه بالإسناد المتصل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم. ولكن مع مرور الوقت شذ منها أربعون قراءة ولم يبق منها إلا العشرة المتواترة المعروفة في زماننا هذا. ومعاذ الله أن يعدّ هذا طعنا في حفظ الله تعالى لكتابه الكريم.
3) من يضمنُ لنا بقاءَ القراءات المتواترة التي يقرأ بها اليوم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟ لا أحد يستطيع ذلك! ولربما يأتي على الناس زمان تشذ فيه أغلب هذه القراءات أو بعضها - كما شذّ غيرها- إذا انقطع سندها.
أقول: مما لا شك فيه أنّ القرآن الكريم سيبقى محفوظا بسوره وآياته وكلماته وحركاته .. ولو برواية واحدة!
وفي الختام أقول: أسألُ اللهَ تعالى أن يبارك في شيخنا الشيخ مساعد الطيار، وأن يكتب له السداد والتوفيق، وأن يجعلَه من السعداء في الدنيا والآخرة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Apr 2006, 11:48 م]ـ
أشكر الأخ محمد الحوري على هذا النقاش، وأتمنى له مستقبلاً زاهرًا في العلم.
أخي الكريم:
إنني لا أعمد إلى الرد على من يناقش أقوالي في كل حين؛ لأني أخاف من حالين:
الحال الأولى: الانتصار للنفس، حتى يكاد يرفض القول الصواب من أجل هذا.
الحال الثانية: أن كلامي الذي قلته لن أزيد عليه، فالرد من باب تكرير الكلام، وذلك أمر يمجه القارئ ولا يقبله.
وبسبب هذين فإني لا أعمد إلى الرد، ولا أحرص عليه إلا فيما يظهر لي فيه مصلحة، ولقد طلب مني اخي الكريم عبد الرحمن الشهري ان أعلق على هذه المناقشة، وسأذكر بعض القضايا فقط، فأقول مستعينًا بالله:
¥