تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

• ورد هذا الحديث في صحيح مسلم وصحيح ابن حبان بنفس السند, وورد فيه عكرمة بن عمار الذي ضعفه البخاري فقال: "وقال البخاري لم يكن له كتاب فاضطرب حديثه" (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5 ص113) وقال احمد بن حنبل عنه: "ضعيف الحديث" (المصدر السابق) وقال ابن معين: "كان اميا حافظا" (المصدر السابق) وقال ابو حاتم: "صدوق ربما يهم" (المصدر السابق) , وورد اسم عكرمة بن عمار مع اسماء المدلسين في عدة كتب منها (التبيين لأسماء المدلسين ج1 ص152) و (جامع التحصيل ج1 ص108) و (طبقات المدلسين ج1 ص42) و "قال البيهقي: اختلط في آخر عمره وساء حفظه فروى ما لم يتابع عليه" (الكواكب النيرات ج1 ص65). ولا نرمي مما اوردناه ان ننقد السند, او ان ندخل الى قبر الامام مسلم لنناقشه في عدالة هذا الراوي؛ ما نريد ان نقوله ان هذا الحديث فيه ما فيه من الشبهات والتشويه بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام, فكيف اذا اضفنا الى ذلك ان من انفرد بروايته لم يلق قبولا عند الامة وخصوصا عند احد كبار المحدثين وصاحب احد اوثق الصحاح وهو البخاري؟ اننا نريد فقط ان نضيف هذه الشبهات حول احد رواة هذا الحديث الى ما اسلفنا حتى نزيد الامر وضوحا من ان هذا الضعف الجليّ في المتن واكبه شبهات ايضا على صعيد السند: فنكون بذلك امام احدى خيارين: اما القبول بهذه الاحاديث على حساب سيرة الرسول عليه السلام وسنته وما وصفه القرآن الكريم به من خلق عظيم ورحمة ورأفة, واما ان نرفضها ونرضى بما وصف الله به نبيّه ولا ننسب الى النبي ما قد يكون افتراء وظلما وتعدّ عليه نحاسب عليه يوم القيامة.

ثم ان القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا على يتيمة هو اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم, فهل يعقل ان ينقل هذا الاتهام للرسول عن طريق آحاد – بغض النظر عمّا دافع به الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه؟ ان التهمة في الاحوال العادية تتطلب شاهدين او بالحدّ الادنى شاهد ويمين: أفلا يستحق الرسول صلى الله عليه وسلم ان نبحث له عن شاهد آخر – اي سند آخر- يثبت عليه هذه التهمة الرعناء؟ او على الاقل ان يثبت بطريق صحيح آخر ان أنس بن مالك واسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة وعكرمة بن عمار قد اقسموا اليمين جميعا ان الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك؟ وهذا الامر ينسحب على كل حديث آخر يتوجه الى الرسول صلى الله عليه وسلم برواية تتهم فيها اخلاقه والعياذ بالله.

جاء في صحيح مسلم بشرح النووي: " ..... وأما قوله صلى الله عليه وسلم لها: (لا كبر سنك) فلم يرد به حقيقة الدعاء , بل هو جار على ما قدمناه في ألفاظ هذا الباب". أ. هـ. ونتساءل ان كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد حقيقة الدعاء فلم يبرّر لأم سليم ما كان منه, ولماذا أم سليم تتعجب من دعائه صلى الله عليه وسلم؟! هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم وام سليم جاهلين باللغة العربية وتعابيرها حتى نبرّر لهما ما لم يبررا هم لأنفسهم به؟

"وجاء عن زيد بن حارثة لما أخذ أسيراً وأهدته خديجة رضي الله عنها لخدمته صلى الله عليه وسلم وجاء أهله بالفداء يفادونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «ادعوه وأخبروه فإن اختاركم فهو لكم بدون فداء، فقال زيد: والله لا أختار على صحبتك أحداً أبداً، فقال له أهله: ويحك أتختار الرق على الحرية؟ فقال: نعم، والله لقد صحبته فلم يقل لي لشيء فعلته لم فعلته قط. ولا لشيء لم أفعله لمَ لمْ تفعله قط» ورجع قومه وبقي هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده وأعلن تبنيه على ما كان معهوداً قبل البعثة." (اضواء البيان في تفسير القرآن ج5 ص428) فهل نصدّق هذه الحادثة المشهورة عن زيد بن حارثة ام نركن الى قصة كهذه التي جاءت في صحيح مسلم والتي تشنّع معاملة الرسول لليتيم؟؟؟ زيد بن حارثة لبث عند رسول الله عليه الصلاة والسلام سنين عديدة فلم يتوجّه اليه الرسول بكلمة او تأنيب, فهل ضاق صدر رسول الله بهذه اليتيمة التي لا حول لها ولا قوة والتي لم يشاهدها منذ فترة بدليل قوله لها: "هيه لقد كبرت"؟؟!!!!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير