تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

• ماذا كان المقابل لهذا الشرط من قبل الرسول؟ هل كان المقابل ان يقبل الرسول بالنبوة؟ واذا كان الامر كذلك, فمتى حصل هذا الاشتراط؟ هل كان عند بداية الدعوة في مكة التي كان يدعو فيها بالهداية للمشركين ويقول له القرآن الكريم {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} ويقول له ايضا في ثلاث آيات {ولا تحزن عليهم}؟ ام ان هذا الاشتراط وقع في المدينة حيث لم يستطع الرسول ان يتحمّل من المسلمين والمؤمنين ما تحمّله من كفّار قريش؟

• هل نستطيع ان نخرج من هذه الاحاديث بحكم فقهي مفاده: ان الرسل تستطيع ان تشرط لأنفسها على الله حتى تقبل تبليغ رسالته او مقابل اي شيء آخر؟

• جاء في صحيح مسلم: "من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وان شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق". وجاء في صحيح البخاري: " ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل شرط الله أحق وأوثق". فهل يتوافق الشرط الذي شرطه الرسول مع كتاب الله؟ لا ريب ان الحلّ - حسب منهجية التوفيق بين الاحاديث المعتمدة من قبل المحدّثين – بسيط جدا مفاده ان الرسول يستطيع ان يشرط ما يشاء حيث انه يوحى اليه! ولكن لننظر الى هذه الاحاديث من زاوية اخرى: فان هذه الاحاديث تمثّل استثناءات منقطعة النظير:

- فعلى الصعيد الاخلاقي فيما يخصّ الرسول تمثّل هذه الاحاديث استثناء

- وعلى صعيد ان يكون الرسول اسوة حسنة تمثّل هذه الاحاديث استثناء ايضا

- وعلى صعيد ان يشترط الانسان شرطا ليس في كتاب تمثل هذه الاحاديث استثناء أيضا

- وعلى صعيد ان يكون الرسول رحمة للناس, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا

- وعلى صعيد ان يكون الرسول مبينا وشارحا لكتاب الله, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا

- وعلى صعيد الاحسان لليتيم, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا حيث لا يمكن ان نتخذ الرسول مثالا للتعامل مع اليتيم حيث ان قد دعا على يتيمة في الحديث الثامن – صحيح مسلم.

3 - ورد ايضا في الحديث الثامن في صحيح البخاري ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا على يتيمة ام سليم, فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر الشرط الذي شرطه على ربه.

وحول هذا الحديث بالذات هناك عدة ملاحظات:

• ما يثير العجب في هذا الحديث هو: لم دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على اليتيمة؟ وان كان الرسول قد طلب من ربه ان يتجاوز عن لعناته ودعائه وسبّه بسبب غضبه, فالحديث هنا لا يظهر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان غاضبا. اننا لا نرى في هذا الحديث ايّ مبرّر لأن يفعل الرسول ما فعل, بل ان الحديث يسوق الذهن الى الاعتقاد بان الرسول – والعياذ بالله – قد استغل هذا العهد المزعوم (الذي بينه وبين الله) فدعا على يتيمة ام سليم بدون مناسبة. وهذا ليس الحديث الوحيد الذي يدعو الى التفكير بهذه الطريقة, فقد ورد في مسند الامام احمد:

"عن أبي السوار حدثه أبو السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فأتبعته معهم قال ففجئني القوم يسعون قال وأبقى القوم قال فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك وشيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة قال أو قلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك راع لا تكسرن قرون رعيتك قال فلما صلينا الغداة أو قال صبحنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن أناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال" (وجاء في مجمع الزوائد: رواه احمد ورجاله رجال الصحيح ج9 ص407)

• أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيّه فقال: {وأما اليتيم فلا تقهر} , فهل نسخ فعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الاية؟! وان كانت افعال الرسول واقواله وتقريراته شارحة ومبيّنة للقرآن, فأين نضع هذا الحديث من الاية الكريمة؟!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير