تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالرياح تثير السحاب ووالأمطارتنزل على الارض الميتة فينبت الزرع فانظر ايها الانسان كيف يحي الله الارض بعد موتها. ان الله الذي أحيا الارض هو نفسه الذي سيحيي الموتى وهو قادر أصلا على كل شيء. فاذا نظرنا الى الرياح كيف تثير السحاب وكيف يسوقه الله الى اراض بعيدة قاحلة وكيف ينزل عليها المطر فتنبت الارض وتهيج. وهذه الصورة تحدث في أشهر حتى تكتمل فالايجاز دليل على وضوح الصورة عند الناس والعبرة بسيطة سهلة يعتبر بها كل ذي لب.

بعد هذه الصورة يذكر الانسان:" إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى "

فأي عاقل ينكر البعث بعد هذه الادلة عليه؟

أخبر الله عز وجل عن أخبار وقص في القران القصص:"نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ" بما يشعر كل انسان انه يستحيل ان تكون هذه القصص من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم. وللخروج من هذا المأزق فالنبي أمي ولم يتلوا كتابا قبل الوحي:"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ" وبين عز وجل ان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يعلم شيئا من القران قبل البعث:"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) " وفي هذا القران كانت أخبار امم لا يعلمها الرسول ولا قومه:" تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ" فان اسلوب القران في القصص ان يجعل السامع كأنه يعيش القصة والمخبر كأنه عاينها " ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ"وقال عز وجل" ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ" وقال عز وجل "وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) " فهذا النبي لم يكن يعلم كتب أهل الكتاب ولا كان يقرء وما عاين شيئا مما أخبر.

حاول أهل الكفر والالحاد تكذيب النبي بعدة طرق:

قالوا هي اساطير الأولين من مثل ما عند الفرس والهند والروم من قصص وأشعار "وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ"وقال عز وجل مخبرا عنهم:"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" وأخبر عنهم" وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا " وأخبر عن قولهم عند سماع القران:"إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" والفارق بين التكذيب بالقصص أصلا وهو قولهم أساطير الأولين وبين من قال انه نقلها من أهل الكتاب يسير والجامع بينهم هو تكذيبهم القصص وان كان ممن زعم ان النبي أخذ القصص من أهل الكتاب قوم من أهل الكتاب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير