تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد بين الله عز وجل ان هذا القران ليس مما ترجم من لغة أخرى:"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ" فالنبي لا يقرء أصلا ليأخذها من أهل فارس او من كتب أهل الكتاب ولكنه كان آيات محفوظة في صدور المؤمنين فلا يحق لهم ان يزعمو بذلك. فاتجه أهل الكفر الى اتهام النبي انه تعلمه من أهل الكتاب:" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " اي ان القران بلسان عربي مبين لا عجمة فيه ولا يستطيع أحد من أهل الكتاب نقله الى العربية دون ازالة العجمية منه وهذا القران عربي فصيح وكل من تتبع الترجمة بين اللغات علم قدر المشاكل التي يقع فيها التعريب او الترجمة وهذا القصص حجة على صدق النبي وانه مصدقا لما قبله من كتاب لذا فان القران ليس ترجمة لكتب أهل الكتاب وهذا امر يعرفه من يعرف هذه الكتب. وكذا فان وجود ما يصدق الكتب الاولى هو دليل انه من عند الله عز وجل:"وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى" فالقران يقص على أهل الكتاب أمور يعرفونها وأخرى أختلفوا فيها فكان ما يعرفونه يلفت انتباههم انه لا يكون الا وحيا وكان ما لا يعرفوا هو فصل للخطاب فيما اختلف فيه أهل الكتاب:" إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) " فالقران فيه بيان حقيقة المسيح عليه السلام وبيان الصواب وعن أخبار اختلفت في كتبهم وأحكام أختلفوا فيها "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ".

ويمتاز اسلوب القران في ذلك باعلام المدعي على النبي زيف ادعائه وبيان حقيقة القصص القراني.

فلم يكن النبي حاضرا بين من قص القران عنهم , ولم يكن القران مطابقا للتوراة والانجيل وانما كان مصدقا له ولم يكن ترجمة لما فيها , وكان النبي امي فلا يمكنه ان يجمع القصص من الشرق والغرب.

وقد اخبر الله عز وجل يف القرن عن قصص ليست في التوراة ولا في كتب أهل الكتاب. وبين صدق كلامه عز وجل من ما يعرف العرب عن مساكن عاد وثمود دون معرفتهم شيئا عن قصصهم الا انهم بادوا:"وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ" فكانت مساكنهم شاهدا عليهم كما كانت مساكن قوم لوط شاهدا على ما انزل الله بهم من عقوبة:" وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138) " فأهل النهى يعتبروا بما يرو وأهل الغي والضلال يزيدهم غيهم وضلالهم عمى.

وقد أخذ بعضهم منحى آخر الا وهو الخصومة والجدال في كل شيء فقالوا ان النبي يقول قصة عيسى عليه السلام ليعظمه العرب كما تعظم عيسى عليه السلام او نحو ذلك من جدال:"وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) " لان من يقرء القران يعرف كيف ينزل القران الناس منازلهم ويدعوهم الى عبادة الله ويفرق بين من يكون حصب جهنم ومن يكون مبعدا عنها , غير ان اعتراضهم لا يكون الا من باب الجدل الذي لا قيمة له لابتعاده التفكر والمنطق الصحيح.

وبين عز وجل ان هذا القصص انما هو تصديق لما جاء في القران ودليل انه من عند الله:" لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير