تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أعترضوا على النبي بعد الآيات البنات. فأي آية تطلب بعد القران؟ اذ ان الايمان بالله يقنع به المرء بمجرد التذكير وبقليل من التفكير واسلوب القران في ذلك سهل وواضح لا لبس ولا غموض فيه. فما يدفعهم على طلب آيات أُخر؟

فاذا قيل لهم ان الوحي ينزل على النبي قالوا نريد ان ينزل علينا بل طلبوا ان يعطوا آيات يجرونها بأيديهم مثلما أعطي رسل الله. "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) "

فهذا ليس الا كبرا لذلك قال الله عز وجل ان هؤلاء سيصيبهم ذلا عند ربهم يقابل استكبارهم. فليست المعجزات تعطى لعبدة الاصنام والطواغيت وليس ظنهم هو ما يجب على الله فعله بل الله هو أعلم حيث يضع هذه الرسالات والآيات وانها لا تعطى لأمثالهم والذي كان ينبغي عليهم هو ان يؤمنوا بهذه الآية عند أخبارهم عنها وان يتفكروا فيها لا بأن يطلبوها لأنفسهم بأن يجريها الله على أيديهم ولذلك بين الله عز وجل ان الكبر هو ما يجعل الانسان يظلم نفسه وان الانسان اذا استكبر فلا ينفعه شيء كما أخبر عن قوم فرعون وكيف انهم جحدوا كل آية تدل على صدق موسى وكذا الاقوام من قبلهم لم يكتفوا بالتكذي بل هموا بقتل أنبيائهم "مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) " ولهذا استحقوا ان يكونوا أصحاب النار فهم لا يطلبوا الآية الا للاستكبار فاذا جائهم ما طلبوا كفروا به حتى تأتيهم ساعتهم او يأتيهم عذاب من ربهم:"إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" فهم ليسوا أهلا للخير. فليس مظهر الانسان ولا ماله وجاهه هو ما يجعله يستحق الخير في الآخرة وانما النفس الطيبة الطاهرة التي تؤمن بآيات ربها ولا تستكبر " سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ" فهؤلاء لا يتبعوا الحق ولو جائتهم كل آية بل يعاندوا فيتبعوا شهوة انفسهم وظنهم. ولا يكتفوا بذلك بل يسارعوا بالبتعاد عن الحق وابعاد الناس ونهيهم عن اتباعه " وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) " فتركوا اسخدام عقولهم وظنوا انها معركة تنتهي بكفرهم " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير