تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالقران انما قص القصص للعبرة والاتعاظ بها واشار ابن جرير الى مشابهة حال النبي صلى الله عليه وسلم بحال يوسف حيث كاد ليوسف عليه السلام اخوته والقوه في البئر وكيف أخرج الكفار النبي من مكة وكيف مكن الله ليوسف وملكه في مصر وكذا سيكون حال النبي فيظهره عليهم. وهذا ما حصل فعلا. ففي يوسف وأخوته آيات للسائلين وهي عبرة لأولي الالباب.

والقصص في القران هو بمثابة اعلام بأحوال المكذبين. ففيه بيان ان الحجة ليست وحدها ما تكون لهداية الناس بل ارادة المرء للهداية وتوفيق الله له. لان الاستكبار والكذب والاعراض هي صفات مجتمعة لكل الملحدين ولن يترك كفره والحاده الا بترك الكبر أولا ثم اتباع الحق. فبين الله عز وجل ان هذا القصص انما هو "القصص الحق" وان فيه "عبرة لِأُولِي الْأَلْبَابِ " فكان ما فيه من اخبار الله عن تكذيب القوم لرسولهم بيان شاف لماذا لم يرسل الله آيات كما ارسل العصى مع موسى وكما جعل عيسى عليه السلام ينفخ بالطير الذي شكله فيصبح طائرا " وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) " فهذه حقيقة الانسان ان الهدى واضح بين ولا يحتاج أكثر من التذكير به "وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ" فكان من القصص عبرة وبيان لما في الكتب السابقة كما قال عز وجل"وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى""أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) ""أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) "

فبين عز وجال حال من قص قصصهم بحال من قص عليهم القصص. وبين حال أهل الكفر في ذلك:"كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) "

لما كانت حجة القران هي الحجة البالغة عن وجود الله ووحدانيته وتصديق القران بعضه لبعض بالحجج واسكات اهل الكفر والالحاد لم يكن دليل عقلي واحد ينافي شيئا مما في هذا القران. فاراد الكفار ترك التدبر بآيات الله البينات والتفكر فيما أعطاهم من حجج واضحات. والركون الى مطالب شخصية تتحقق لهم كي يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد كان لكفار مكة سلفا من بني اسرائل بعد ان اراهم النبي موسى عليه صلوات الله وسلامه الحجج البنات وانجاهم وأغرق آل فرعون اذ بهم يطلبوا طلبا غريبا " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) " فما سبب طلب الاية بعد الآية الا بلادة النفس والاستكبار؟ وهنا يبين لنا القران كيف ان هؤلاء الكفار انما امتنعوا عن اتباع النبي استكبارا وانما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير