تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شكر الله على نعمة الهداية يطلبوا تبديل الخير الذي انزل عليهم " قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) " فلم يكن عندهم رد على الموجود بل زعموا انهم يريدوا غيره ليؤمنوا به.

فالقران كلام الله والرسول انما اصطفاه الله لتبليغ رسالته رحمة من الله يؤتيها من يشاء ,ولو أنزل الله قران حسب طلبهم فما قولهم عند ذلك؟ فقد طلبوا تبديله فهل سيكتفوا عند استجابة طلبهم؟ " وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ "

فلن يكتوا بل سيطلبوا امر ولو كان لا يقبله عاقل: لماذا لا يجعل جزء عربي وآخر أعجمي؟ و لذلك قال الله تعالى موبخا لأصل فعلهم:"أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ"بالطبع لا يقال هذا الا عنادا لان هذا القران فيه هدى وشفاء فلينهل من هداه من يشاء ويشفي الله قلبه وجسده ولكن استكبروا فطلبوا ما لا ينبغي لهم ولا لغيرهم

"الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ"

فهذا ما جعل قلوبهم تطبع على الكفر وليس اجبار الله لهم كما زعموا بل الكبر آفة الكفر "إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" فاستعذ بالله ايها المسلم الموحد من ان يصيبك ما فيهم واتبع امر ربك فما هم أهلا للكبر ولا ينبغي لابن انثى ان يتكبر فهو الذي يسمع كلامهم ويبصر افعالهم ولا يخفى عليه شيء من عملهم ولا عملكم سبحانه وتعالى.

أتفق أهل الكفر والإلحاد على الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم. وكان خلاصة قولهم عن القران ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينزل عليه شيء. وبل وقد حاول بعض أهل الكتاب مجارات أهل الكفر والإلحاد في ذلك. فقالوا ان الله لم ينزل اي شيء على البشر ليصدوا عن سبيل الله , "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92) " وذلك ان أهل الكتاب كلهم يؤمنوا بأن الله انزل على موسى الوصايا وهي الألواح التي تكسرت ونسخها موسى عليه السلام. فكانت الحجة على أهل الكتاب من كتبهم وكان في الحجة بيان لفعل أهل الكتاب بأخفاء بعض ما يوجد في كتبهم عن الناس. فأخبرهم الله موبخا لهم بان هذا الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لما عندهم وما أخفوا من الكتاب على الناس. فان كان أهل الكفر بصفة عامة لا يعلموا ماذا يوجد في كتبهم فقد بين الله امر لا يستطيع ان ينكره أحد من أهل الكتاب.

وأهل الالحاد ليسوا بحاجة لشهادة أهل الكتاب لانهم يكفروا أصلا بما انزل على أهل الكتاب " فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير