تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اذا فاتفاق قرناء السوء على الكفر هو ما يجمعهم اما الحق فلا يجاوره ابدا لانهم يتكلموا بالمتناقض من القول احتجاجا لما يزعموا. فأهل الكفر والالحاد اتخذوا اهوائهم وألهتهم اندادامن دون الله وكذبوا بالتوراة والانجيل وأهل الكتاب يصدقوا كتبهم ويكفروا بأصنم الكفرة وأهواء أهل اللحاد. فذاك صلح قرين السوء للقرين. وليس اتفاقهم على مخالفة الحق الا حجة عليهم فأهل الكتاب يعلموا ان الله انزل كتبا وأهل الكفر يسألوا أهل الكتاب فكان جواب أهل الكتاب حجة عليهم بانهم يخفون الكتاب وانهم ليسوا أمناء عما سألهم أهل الكفر وأهل الكفر علموا أن اهل الكتاب كذبوا وان الاجابة عن سؤالهم: نعم ان الله نزل على رسله كتبا وارسل وحيا فان كان هذا غرضكم من السؤال فان الإجابة كما أخبركم محمد صلى الله عليه وسلم. فما يمنعكم من تصديقه؟

فلم يكن باجتماع أهل الكفر باهل الكتاب الا حجة عليهم وحجة بأن القران هو كتاب الله عز وجل. فليس هذا القران شيء مما يستطيع ان يتكلم به النبي الا بما أوحى الله اليه فليس بمقدوره ان يتكلم من عنده بمثل هذا القران ولا أن يعرف ما يوجد في كتب أهل الكتاب فيصدقه ولا ان يكون فيه هذا الهدى الذي لا يزيغ عنه الا اهل الاستكبار دون اهل الحق ومن يبحث عن الحق لان هذا القران فيه الحجة البالغة وانما هؤلاء يتبعوا أهوائهم ولا يقولوا الا بالظن الذي لا يستند الى الحقيقة فكيف سيستطيع بشر ان يفتري هذا القران من عنده؟ " وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) فبين الله عز وجل ان هذا القران ليس من كلام محمد وانما هو كلام رب العالمين , فمن شك بذلك احد منكم فليأتي بسورة من مثل هذا القران والسورة هي قران ولكنها ليست كل القران. فان كان الزعم ان محمدا (صلى الله عليه وسلم) افترى هذا القران ومحمد صلى الله عليه وسلم بشرا مثلهم فانه يمكنهم متفرقين ان يأتوا بسورة من مثل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فان عجزا عن ذلك ذلك متفرقين فانه حجة عليهم لان الرسول من جنسهم ولكن الله عز وجل قطع عنهم الشك بالعجز فطلب منهم ان يجتمعوا للأتيان بسورة تكون من مثل القران مصدقتا لما بين يديها وان يكون بها الهدى والنور الذي في القران فكانت نهاية الاية تكذيبا لهم لانهم عجزوا عن ذلك فاستحال صدقهم فعلموا ان الحق لله عز وجل وان محمد نبي لا يأتيهم بكلام من جنس قولهم فان سحرتهم وكهنتهم وشعرائهم وأهل الكتاب وأهل الكفر مجتمعين لا يمكنهم ان يأتوا بشيء زعموا انه من فعل البشر. فاين عقول هؤلاء القوم لو ابصروا بقلوبهم لاستبصروا انهم من أهل الغي والالحاد كذبوا بما لم يعلموا ولم يعرفوه حق المعرفة بل طغى الكفر والتكذيب على عقولهم فزاغت أعينعهم وعميت قلوبهم.

فكذبوا بالقران وتوعدهم الله عز وجل ان يأتيهم خبر هذا القران بعلوا أهل الايمان على أهل الالحاد و بين لهم ذلك مما قص عليهم من خبر أهل الكفر سابقا وكيف كانت عاقبتهم. وهذا بيان آخر عن صدق النبي صلى الله عليه وسلم بان أهل الارض لم يستطيعوا الإتيان بشيء مثله الى يومنا هذا وهذا دليل على انه ليس مما تقدره البشر. وفيه بيان من ظهور اهل الايمان على أهل الكفر. وهي سنة الله التي لا تبديل لها. أهل الايمان يلتزموا بدينهم ويصبروا على الأذى فتمضي سنوات فيمكنهم الله تعالى. فلا يطلب من أهل الايمان أكثر من الالتزام بشرع الله كما أمرهم. ولا يكون الذل والهوان الا بالبعد عن شرع الله ونهج النبي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير