تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[31 May 2006, 01:05 م]ـ

ومن اسلوب القران في الرد على أهل الكفر ان يبين لهم مآل حالهم عند احتجاجهم على ما كان وبيان حقيقة الامر , فمن ذلك زعمهم عن الموت فقد ضرب الله مثلا للمؤمنين ينهاهم الله ان يصنعوا صنيع الكفار:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) " فهم لا يؤمنوا ببعث فاصبح موت أخوانهم -الذين قالوا عنهم لو كانوا عندنا فلم يخرجوا في سفر او غزوا -حسرة عليهم. وذلك جهلا منهم بان الله هو الذي يحي ويميت وانه بيده الأمر كله من موت او حياة. فبين الله تعالى ان حال المؤمن في الجهاد تربص النصر او الشهادة لينال ما عند الله وهو خير من الدنيا وما فيها وذلك بيان من الله على حسرات الكفار على انفسهم وما أعطاهم الله عز وجل فكم فرحوا بأخذهم الشي والحصول عليه سيتحسروا أكثر عند فقدهم ذلك:"فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) " فهذه الحسرات لفقدانهم إخوانهم هي مثل حسرات فقدانهم اموالهم وحسرات ما يفتنوا به في اولادهم في الدنيا.

وقد سبقت الاشارة الى ظن المشركين بانفسهم خيرا لما أعطاهم الله من مال فيما سبق

وهذا كله مثل تذكير بحال الكفار بالماضي والحاضر والمستقبل وبيان أثر كفرهم على تقبلهم لقضاء الله عز وجل.

وكان ذلك عند كلام الله عن حال المسلمين في أحد وعند رده على المنافقين الذين يظنون بالله غير الحق:"ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) " فقوله لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل كافية للمؤمنين ليقنعوا بها ولكن بالنسبة لمن شك بالله عز وجل او كفر به فجاء بيان ذلك ورده واضحا:" الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) " فعدم مقدرتكم لان تدفعوا الموت عن انفسكم وموت بعضكم في فراشه دليل على ان الموت لا يقدمه ضربة سيف ولا يؤخره النوم على الحرير.

فوجب عليهم التسليم لأمر الله فالمجاهد لو لم يقتل بالمعركة لمات على فراشه ولكن شتان بين موت مجاهد يؤمن بالله وبين موت كافر تكون الدنيا مبلغ علمه وأكبر همه.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[01 Jun 2006, 10:18 ص]ـ

ومن اسلوب القران الكريم بيان الضعف النفسي للمخالف وبيان ان كفرهم كان تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود معرفة في قلوبهم على صدق النبي صلى الله عليه وسلم:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير