وبالتأكيد أننا لو قلنا للمعتزلة هذا القول لما أنكروه ولقالوا إنما ننكر الرؤية بهذه العين فهي مستحيلة. وهكذا حلَّ ابن حزم الإشكال ولكن متأخراً، ولم يكن عند الناس نت ولا منتديات ليتفاهموا مثلنا، فظل الصراع قائماً في المسألة. لأن المنتمي الى تراث السنة لم يكن يقرأ إلا حجج قومه وغضبهم على رادّي الحديث، والمنتمي إلى التراثات التي سطت على إرث المعتزلة القديم كالزيدية والإباضية من الأمة، وكالروافض الإمامية من خارج الأمة -ظلوا يقرءون حُجج قومهم وانتصارهم للعقل المحسوس واتهامهم مخالفيهم بضعف العقل وتصديق الروايات التي تخالفه.
فرحم الله أبا محمد ابن حزمٍ رحمةً واسعة، وهدانا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأبعدنا عن الظلم ورزقنا الإنصاف مع الناس.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 Aug 2010, 08:34 م]ـ
ولما كان شغل المعتزلة الشاغل هو (تنزيه) الله تعالى، قالوا إن إثبات الرؤية بهذه العين الباصرة يقتضي أن يكون الله -تنزّهَ وتعالى- ملوَّناً بلون أو ألوان معينة، وكيف والألوان أعراض؟! هذه واحدة. والأخرى أنّ وجود المسافة بين عين الرائي والشيء المرئي يقتضي حداّ للشيء، فنحن لا نرى من هو خلفنا ولا ما دخل في أعيننا ولم يبق للبصر مسافة!!
وإلى هذا الحدّ هم محقون كما ترى .. [/ align]
بارك الله فيكم ..
لي على كلامكم تعقبات.
الأول (وهو الأهم): أنَّ ما بناه المعتزلة على نفي الرؤية على هذين الأمرين ليسوا محقِّين فيه، بل هم مخطئون.
فليست المشكلة في المسألة هو ردُّهم لحديث رسول الله صل1 بل لقياسهم الله وصفاته على المخلوق، ثم نفيهم ذلك بشبهة خوف التشبيه.
فمسألة العَرَض والحَدِّ تكلَّم عليهما أحد السُّنَّة والحديث، وبيَّنوا بطلان مذهب المخالفين فيهما.
وتصوير أن خلافنا مع المعتزلة هو مجرد ردِّهم الحديث تهوين للمسألة في نظري، والاعتذار لهم بكلام ابن حزمٍ موافقة لهم في أصليهم الباطلين.
وكذا ما ذكرته عن ابن حزم فهو جواب ضعيفٌ مبنيٌّ على التسليم لهم في بناءٍ غلطٍ من الأساس، وهو مسألة أن الله إذا رُؤِي فلا بد من وصفه بالألوان، والألوان أعراض، والأعراض مخلوقة، فالله مخلوق .. وهذا التتابع في تسلسل الخطأ لا نقرُّ به أصلاً.
وإنكار المعتزلة للرؤية بأنَّه يلزم منها الجهة، والجهة على الله ممتنعة =قولٌ باطل أيضًا لا نسلَّم لهم فيه ...
وللحديث ذيول تراها في ردود أهل السُّنَّة على أسس أهل البدع في إنكارهم الرؤية.