ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Jun 2006, 08:11 م]ـ
3 - قوله تعالى {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم} قال الشخ رحمه الله:
(لا يخفى أن الواو في قوله (وعلى سمعهم وعلى أبصارهم) محتملة في الحرفين أن تكون عاطفة على ما قبلها وأن تكون استئنافية.
ولم يبيَّن ذلك هنا ولكن بُيِّن في موضع آخر أن قوله (وعلى سمعهم) معطوف على قوله (على قلوبهم) وأن قوله (وعلى أبصارهم) استئناف , والجار والمجرور خبر المبتدأ الذي هو (غشاوة) وسوغ الابتداء بالنكرة فيه اعتمادُها على الجار والمجرور قبلها , ولذلك يجب تقديم هذا الخبر لأنه هو الذي سوغ الإبتداء بالمبتدأ كما عقده في الخلاصة بقوله:
ونحو عندي درهم ولي وطر .......... ملتزم فيه تقدم الخبر
فتحصل أن الختم على القلوب والأسماع , وأن الغشاوة على الأبصار وذلك في قوله تعالى {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة}
والختم هو الاستيثاق من الشيئ حتى لا يخرج منه داخل فيه ولا يدخل فيه خارج عنه , والغشاوة: الغطا على العين يمنعها من الرؤية. ومنه قول الحارث بن خالد بن العاص:
هويتك إذ عيني عليها غشاوة .............. فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
وعلى قراة من نصب (غشاوة) فهي منصوبة بفعل محذوف أي: (وجعل على بصره غشاوة) كما في سورة الجاثية. وهو كقوله:
علفتها تبنا وماءا باردا .............. حتى شتت همالة عيناها
وقول الاخر:
ورأيت زوجك في الوغى ................ متقلدا سيفا ورمحا
وقول الآخر:
إذا ما الغانيات برزن يوما ................ وزججن الحواجب والعيونا
كما هو معروف في النحو, وأجاز بعضهم كونه معطوفا على محل المجرور ...
فإن قيل:
قد يكون الطبع على الأبصار أيضاً, كما في قوله تعالى في سورة النحل {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم} الآية
فالجواب:
أن الطبع على الأبصار المذكور في آية النحل هو الغشاوة المذكورة في سورة البقرة والجاثية والعلم عند الله تعالى)
ـ[ابو الروب]ــــــــ[02 Jun 2006, 12:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفعنا الله بفوائدكم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Jun 2006, 08:19 م]ـ
قال الشيخ رحمه الله:
(قوله تعالى {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنَّ .... } الآية.
ظاهر عمومه شمول الكتابيات, ولكنه بين في آية أخرى أن الكتابيات لسن داخلات في هذا التحريم, وهيقوله تعالى {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} ,
فإن قيل: الكتابيات لا يدخلن في اسم المشركات بدليل قوله {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين.} , وقوله {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين} , وقوله {ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين} والعطف يقتضي المغايرة.
فالجواب: أن أهل الكتاب داخلون في اسم المشلركين كما صرح به تعالى في قوله {وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون* اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ ابنَ مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا غله إلا هو سبحانه عما يشركون}
وعند قوله تعالى {فأتوا حرثكم أنى شئتم} قال الشيخ رحمه الله بعد مناقشته لمسألة إتيان النِّساء في أعجازهنَّ وذكره لقول القرطبي رحمه الله تعالى (وفي إجماعهم هذا - يعني على الحرمة - دليلٌ على ان الدبر ليس بموضع وطء, ولوكان موضعاً للوطء ما ردت من لا يوصَلُ إلى وطئها في الفرج.
قال الشيخ:
فإن قيل: قد يكون رد الرتقاء لعلة عدم النسل, فلا ينافي أنها توطأ في الدبر.
فالجواب: أن العقم لا يرد به , ولو كانت علة رد الرتقاء عدم النسل لكان العقم موجبا للرد.)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Jun 2006, 10:22 م]ـ
قال الشيخ رحمه الله تعالى في شروط الإمام الكبر عند قوله تعالى {إني جاعل في الرض خليفة}
(3 - من شروط الإمام الأكبر كونه حرّاً , فلا يجوز أن يكون عبداً , ولا خلاف في هذا بين العلماء.
فإن قيل: ورد في الصحيح ما يدل على إمامة العبد.
¥