تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم ها نحن نقول في صلاتنا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فهل هذا من خطاب المعدوم؟

الحديث الرابع:

روى أبو داود بسنده:

"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ".

وهذا الحديث واضح في معناه:"إلا رد الله علي روحي" والكلام عن الأموات.

وبهذا نعلم أن السنة لا تعارض ما في القرآن ولا تدعو إلى صرف القرآن عن ظاهره.

وتبقى الآية لا إشكال فيها وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يهدي أحد من الخلق إلا أن يشاء الله تعالى هدايته، ولا يمكن أن يُسمع أحد من الموتى إلا أن يشاء الله أن يسمعه.

وأما قول الشيخ رحمه الله تعالى:

" وما يستوى الأعمى والبصير" أي المؤمن والكفار.

نقول كلامك حق أن المؤمن بمثابة البصير والكافر بمثابة الأعمى، وتبقى الحقيقة التي أشار إليها القرآن حقيقة وهي أن الأعمى فاقد البصر لا يستوى مع البصير.

وكذلك قوله:

" وما يستوى الأحياء ولا الأموات" أي المؤمن والكافر.

نقول كلامك صحيح المؤمنون بمثابة الأحياء والكفار بمثابة الأموات، وتبقى الحقيقة القرآنية حقيقة أن الحي ليس كالميت.

وكذلك قوله رحمه الله تعالى:

"وإذا علمت أن هذه القرينة القرآنية دلت على أن المراد بالموتى هنا الأشقياء الذين لا يسمعون الحق سماع هدى وقبول.

فاعلم أن استقراء القرآن العظيم يدل على هذا المعنى كقوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ والموتى يَبْعَثُهُمُ الله ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [الأنعام: 36]، وقد أجمع من يعتد به من أهل العلم أن المراد بالموتى في قوله: والموتى يبعثهم الله: الكفار."

أقول:

وإذا كان معنى الموتى في الآية: الكفار. فهذا لا ينفي الحقيقىة أن الموتى الذين فارقت أرواحهم أجسادهم يبعثهم الله.

ثم لماذا شبههم بالموتى؟ لأنهم لا يستجيبون. لماذا لا يستجيبون؟ لأنهم عطلوا أدوات السمع عندهم فأصبحوا بمثابة الموتى الذين تعطلت عندهم هذه الأدوات.

والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[10 May 2009, 06:23 ص]ـ

الأصل في النصوص العموم فلا تخصيص إلا بنص، قولك في بعض النصوص هذه حالة خاصة هذا لا يخصص فأين المخصص الشرعي، وكما تعلم أمور الحياة البرزخية وراء العقل لا مدخل فيها للرأي ولا الاجتهاد، وإنما مرجعها للنص فقط، ومن ناحية أخرى فلما ذا لا يوجد نص من السنة لا صحيح ولا ضعيف ينفي السماع بل عامة نصوص السنة الصحيحة الصريحة تثبت السماع كما تقدم ذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه قال: " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ".أخرجه أبو داوود في كتاب المناسك، باب زيارة القبور رقم (2041) 2/ 534، وأحمد 2/ 527، والطبراني في الأوسط رقم (3092) 3/ 262، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 245، وشعب الإيمان رقم (1581) 2/ 217، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داوود رقم (2041) 1/ 570، وفي مشكاة المصابيح رقم (925) 1/ 291، ومن حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله وكل بقبري ملكاً أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلى عليك " أخرجه البزار في مسنده رقم (1425) 4/ 254 – 255، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 162، وقال: نعيم بن ضمضم ضعفه بعضهم وبقية رجاله رجال الصحيح، وذكره الألباني شاهداً في السلسلة الصحيحة 4/ 44 – 45، ومن حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا الصلاة علي فإن الله وكل بي ملكاً عند قبري فإذا صلى علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة ". أخرجه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (1530) 4/ 43 – 45 وصححه، وحديث سماع قرع النعال، وحديث ما أنت بأسمع منهم وحديث وصية عمرو بن العاص بالمقام عند قبره مقدار ما تنحر الجزور وفيه لأستأنس بكم وأعرف ما أراجع به رسل ربي إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي سبقت فيما كتبه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله وقال بعد مناقشة تلك النصوص من الكتاب والسنة: إن الذي يرجّحه الدليل أن الموتى يسمعون سلام الأحياء وخطابهم سواء قلنا إن اللَّه يردّ عليهم أرواحهم حتى يسمعوا الخطاب ويردّوا الجواب أو قلنا إن الأرواح أيضًا تسمع وتردّ بعد فناء الأجسام لأنا قد قدّمنا أن هذا ينبني على مقدّمتين ثبوت سماع الموتى بالسنة الصحيحة وأن القرءان لا يعارضها على التفسير الصحيح الذي تشهد له القرائن القرءانيّة واستقراء القرءان وإذا ثبت ذلك بالسنة الصحيحة من غير معارض من كتاب ولا سنّة ظهر بذلك رجحانه على تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها بعض آيات القرءان كما تقدّم إيضاحه وفي الأدلّة التي ذكرها ابن القيّم في كتاب الروح على ذلك مقنع للمنصف وقد زدنا عليها ما رأيت والعلم عند اللَّه تعالى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير