تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2009, 08:10 ص]ـ

الأخ الفاضل أبو عبد الله

التخصيص يكون بالنص ويكون بالعقل أيضا وارجع إلى أصول الفقه.

والعقل إذا تأمل النصوص تأملا دقيقا أدرك أن ما ورد من سماع الموتى إنما هو حالات خاصة ويكفي الحديث الذي ذكرته:

"ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام "

فلوكان الموتى يسمعون وأن هذا قد تقرر من النصوص لما احتاج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يقول: إلا رد الله علي روحي.

وهذا يعني أن الميت بدون الروح لايسمع، والأموات لأشك أن أرواحهم قد فارقت أجسادهم، وبناء عليه نقول إن كل حديث فهم منه أن الميت يسمع إنما هو حالة خاصة ترد خلالها روح الميت إلى جسده كما هو عند السؤال في القبر، وكما في حال قتلى بدر من المشركين.

فالأصل في الموتى عدم السماع كالصم تماما.

والله أعلى وأعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[10 May 2009, 01:38 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي عبد المعز إن تفضلتم برفع (المقدمة الألبانية كلها ....... ) وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2009, 02:57 م]ـ

الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات

تحقيق العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني

تحقيق أن الموتى لا يسمعون

هذا واعلم أن كون الموتى يسمعون أو لا يسمعون إنما هو أمر غيبي من أمور البرزخ التي لا يعلمها إلا الله عز وجل فلا يجوز الخوض فيه بالأقيسة والآراء وإنما يوقف فيه مع النص إثباتا ونفيا وسترى المؤلف رحمه الله تعالى ذكر في الفصل الأول كلام الحنفية في أنهم لا يسمعون وفي الفصل الثاني نقل عن غيرهم مثله وحكى عن غير هؤلاء أنهم يسمعون وليس يهمني أن هؤلاء قلة وأولئك الكثرة فالحق لا يعرف بالكثرة ولا بالقلة وإنما بدليله الثابت في الكتاب والسنة مع التفقه فيهما وهذا ما أنا بصدده إن شاء الله تعالى فأقول:

استدل الأولون بقوله تعالى: {وما أنت بمسمع من في القبور} (فاطر: 22) وقوله: {إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين} (النمل: 80 والروم 52) وأجاب الآخرون بأن الآيتين مجاز وأنه ليس المقصود ب (الموتى) وب (من في القبور) الموتى حقيقة في قبورهم وإنما المراد بهم الكفار الأحياء شبهوا بالموتى " والمعنى من هم في حال الموتى أو في حال من سكن القبر " كما قال الحافظ ابن حجر على ما يأتي في الرسالة (ص 72).

فأقول: لا شك عند كل من تدبر الآيتين وسياقهما أن المعنى هو ما ذكره الحافظ رحمه الله تعالى وعلى ذلك جرى علماء التفسير لا خلاف ينهم في ذلك فيما علمت ولكن ذلك لا يمنع الاستدلال بهما على ما سبق لأن الموتى لما كانوا لا يسمعون حقيقة وكان ذلك معروفا عند المخاطبين شبه الله تعالى بهم الكفار الأحياء في عدم السماع فدل هذا التشبيه على أن المشبه بهم - وهم الموتى في قبورهم - لا يسمعون كما يدل مثلا تشبيه زيد في الشجاعة بالأسد على أن الأسد شجاع بل هو في ذلك أقوى من زيد ولذلك شبه به وإن كان الكلام لم يسق للتحدث عن شجاعة الأسد نفسه وإنما عن زيد.

وكذلك الآيتان السابقتان وإن كانتا تحدثتا عن الكفار الأحياء وشبهوا بموتى القبور فذلك لا ينفي أن موتى القبور لا يسمعون بل إن كل عربي سليم السليقة لا يفهم من تشبيه موتى الأحياء بهؤلاء إلا أن هؤلاء أقوى في عدم السماع منهم كما في المثال السابق وإذا الأمر كذلك فموتى القبور لا يسمعون. ولما لاحظ هذا بعض المخالفين لم يسعه إلا أن يسلم بالنفي المذكور ولكنه قيده بقوله: " سماع انتفاع " يعني أنهم يسمعون ولكن سماعا لا انتفاع فيه وهذا في نقدي قلب للتشبيه المذكور في الآيتين حيث جعل المشبه به مشبها فإن القيد المذكور يصدق على موتى الأحياء من الكفار فإنهم يسمعون حقيقة ولكن لا ينتفعون من سماعهم كما هو مشاهد فكيف يجوز جعل المشبه بهم من موتى القبور مثلهم في أنهم يسمعون ولكنهم لا ينتفعون من سماعهم مع أن المشاهد أنهم لا يسمعون مطلقا ولذلك حسن التشبيه المذكور في الآيتين الكريمتين فبطل القيد المذكور.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير