ادعى علمه فهو كاذب وهذا تقسيم صحيح)
وقسم بعضهم التفسير باعتبار مصادره إلى ثلاثة أقسام تفسير بالرواية ويسمى التفسير بالمأثور وتفسير بالدراية ويسمى التفسير بالرأي وتفسير بالإشارة ويسمى التفسير الإشاري. وقسم أيضا إلى اعتبارات مختلفة منها
باعتبار كيفية تناوله وعرضه فيمكن تقسيمه إلى قسمين: التفسير التحليلي - التفسير الإجمالي.
باعتبار الموضوع القرآني فيمكن تقسيمه إلى قسمين: تفسير عام وتفسير موضوعي.
باعتبار الاقتصار على قول واحد أو عدمه فيمكن تقسيمه إلى قسمين: تفسير مطلق وتفسير مقارن.
باعتبار كونه منهجا أو اتجاها فيكون على هذا التقسيم شاملا للألوان السابقة. من أمثلة المنهج: التحليلي - الإجمالي - الترتيبي - العام - الموضوعي ......
ومن أمثلة الاتجاه: اللغوي - الاجتماعي – العلمي – الفقهي – المذهبي – الإلحادي .....
لقد ذكرتم أنه لا أثر لهذه الأساليب في بيان معان تفسيرية جديدة، أقول: نعم بالنظر إلى عموم التفسير، وأقول: لا بالنظر إلى كل قسم وما يقابله، لأن طريقة المفسر كان لها دورا في تحصيل معنى لم يكن بالإمكان الوصول إليه بطريقة أخرى، فالتفسير التحليلي يكشف عن المفردات والإعراب والبلاغة وغير ذلك مما لا يكشفه التفسير الإجمالي، وكذلك التفسير المقارن الذي تظهر فيه أقوال متعددة مما لا يظهر في التفسير المطلق وأيضا التفسير الموضوعي يتم فيه التركيز على بعض المعاني التي قد توجد وقد لا توجد المناهج الأخرى، وأيضا من نقاط الاختلاف أن بعض هذه المناهج قد تفيد في تحصيل بعض المعاني مالا تفيده المناهج الأخرى، فالمقارن يساعدنا في الوصول إلى أفضل وأليق المعاني بكتاب الله عز وجل وقد يساعدنا هذا المنهج في الوصول إلى معنى كلي جامع لم ينص عليه السابقون .... وكذلك التفسير التحليلي والجملي والموضوعي.فهذا التقسيم يؤدي إلى القول بالتكامل بين هذه المناهج.
ألا ترون في أن التعبير عن أسلوب المفسر بالطريقة أو المنهج أفضل وأشمل من التعبير بالأسلوب؟ أليس من الأفضل أن نعبر عن أسلوب المفسر بالمنهج وبالغالب على توجهه بالاتجاه؟
ذكرتم أنه لا يخلو تفسير من التفاسير المطولة من أن يكون فيه مثل هذه الأنواع، فإذا كان تفسير القرآن بالقرآن يدخل في التفسير الموضوعي عند بعضهم، فتفسير الطبري (ت: 310) تحليلي إجمالي مقارن موضوعي، وكذا غيره من مطولات التفسير.
هل التفسير الموضوعي هو فقط تفسير القرآن بالقرآن؟ وهل يصح أن نطلق على تفسير الطبري تفسير إجمالي؟ فعندما نقول تفسير إجمالي فمعنى ذلك أنه ليس تحليليا، فيصح أن نقول تحليلى باعتباره يستوعب الإجمالي ولا يصح العكس، وكذلك بالنسبة إلى الموضوعي فإن غاية الأمر أنه تفسير بالقرآن ضمن نطاق محدد وليس هو التفسير الموضوعي المصطلح عليه. علما أن الحكم على المنهج والاتجاه أغلبي ودون أن يعني ذلك عدم وجود أنواع متعددة وأغلبية في تفسير واحد؛ هذا لأن التقسيم اعتباري. والله تعالى أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Apr 2010, 12:32 ص]ـ
يرفع لإثراء الموضوع