{واتقوا الله} في فعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه {ويعلمكم الله} ما تحتاجون إليه من العلم وفيه الوعد لمن اتقاه أن يعلمه ومنه قوله تعالى: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا}
هذا هو السبيل الذي لا سبيل غيره ....
جاء في "العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية" لمصنفه محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي- رحمهم الله-:
وكان رحمه الله-يقصد ابن تيمية- يقول ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير ثم أسأل الله الفهم وأقول يا معلم آدم وإبراهيم علمني وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها وأمرغ وجهي في التراب وأسأل الله تعالى وأقول يا معلم إبراهيم فهمني.
هذا أول درس في مادة التفسير خذه عن ابن تيمية- نظريا وعمليا-!
مائة تفسير يقرؤها واحد من أذكى البشر لكنها لا تجدي حتى تشفع بالتقوى:
إظهار الافتقار إلى الرب جل وعلا،
وسؤال الكريم سبحانه،
والصلاة الخالصة بعيدا عن أعين الناس في المساجد المهجورة ...
وأسأل الله تعالى وأقول يا معلم إبراهيم فهمني.
نعم.
نحن في غمرة اعتدادنا بعلمنا نظن أننا قادرون على الاستنباط من القرآن وأننا نستخرج النكت بالمناقيش .... وننسب ذلك-زورا- إلى ما نسميه آليات الاستكشاف ومستويات التحليل ..... ونجهل الحقيقة السامية وهي أن الكريم صفة للقرآن لا صفة للقاريء .... فإن أخذنا منه فبعد موافقته وبفضل كرمه لا بفضل مهاراتنا ....
والقرآن لا يبسط مائدته إلا للمتقين ..
صحيح قد يقع للفاسق من القرآن نكتة باهرة غابت عن الأبرار أنفسهم ..... وما ذاك إلا من الاستدراج فقد تقع عليه غدا شبهة من القرآن تهشم عقيدته.
{إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا}
التلازم شرطي ومحال ان ينفصلا.
التقوى جزء من التفسير ... وشرط فيه.
وعلى الذين يتصورون القرآن حقل تجارب لاختبار قدراتهم في الاستنباط والاستقراء أو لاختبار ملكتهم الذوقية أو لتفعيل نظرياتهم وفلسفاتهم أن يسألوا أنفسهم ما حظهم من التقوى في كل هذا ..
وكم من الركعات في جوف الليل أتوا بها باكين مستعينين بها على فهم آية عليهم أشكلت!!
ـ[ميادة بنت كامل الماضي]ــــــــ[08 Jun 2006, 11:07 ص]ـ
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد
أخي الكريم أحسن الله إليك وجزاك خيرا ونفع بك .. فلا غرو أن التقوى من مفاتح العلم بعد الإخلاص لله تعالى، وأنها من السمات التي ينبغي أن يتصف بها أهل العلم عامة، فضلاً عن أهل القرآن.
ولكن يا رعاك الله قلت: " نسمع كثيرا عن تفسير الموضوعيين وتفسير البنائيين وتفسير البيانيين وتفسير الحركيين وتفسيرالاجتماعيين وتفسير العلميين وتفسير الحروفيين والرقميين ..... !!!
لكننا لا نسمع شيئا عن" تفسير المتقين"!!! ". وأقول: بلى قد سمعنا عن تفسير المتقين!! إذ لا خلاف أن كل من وفقه الله تعالى إلى معتقد أهل السنة والجماعة في تفسير وبيان معنى الإيمان بالله وتوحيده في ربوبيته وألوهيته، وتأويل آيات الصفات تأويلا صحيحاًً، وبيان معنى القضاء والقدر، وغير ذلك مما لا يمكن حصره من أصول العقائد، أنه قد حظي بهداية التوفيق، هداية الصراط المستقيم، ولن ينالها إلا من جاهد في الله بطاعة أوامره، والكف عن نواهيه، فكان من المفسرين المتقين المحسنين الذين استحقوا معية الله وتأييده، وصدق فيهم قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}. وإن كان تفسيره موضوعياً، أو اجتماعياً أو ..... وهذه التصنيفات موجودة وإن لم تكن تحت هذه المسميات. فالجامع لأحكام القرآن للقرطبي لا يخرج عن كونه تفسيراً وإن غلب عليه البسط في آيات الأحكام حتى صنفه أهل العلم بالتفسير الفقهي، وكذلك البحر المحيط لأبي حيان غلب عليه الاهتمام بالمسائل اللغوية, فعدّوه من التفاسير اللغوية، وغير ذلك .. فإن لم يكن تفسير الشنقيطي، وابن عثيمين، - رحمهم الله - وتفسير الجزائري - حفظه الله - كأمثلة على تفاسير المعاصرين المتقين فمن يكون!!!!!!؟ - نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا -.
¥