تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويقول في قوله تعالى "من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه" ().

"وتقرر في هذه الآية أن الله تعالى يأذن لمن يشاء في الشفاعة، وهنا هم الأنبياء والعلماء وغيرهم، والإذن هنا راجع إلى الأمر -فيما يخص عليه- كمحمد e إذ قيل له "واشفع تشفع" وإلى العلم والتمكين إن شفع أحد من الأنبياء والعلماء، قبل أن يؤمر، والذي يظهر أن العلماء والصالحين يشفعون فيمن لم يصل إلى النار –وهو بين المنزلتين- أو وصل، له أعمال صالحة، وفي البخاري في باب "بقية من أبواب الرؤية" "إن المؤمنين يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا" فهذه شفاعة فيمن يقرب أمره…) وأن الأنبياء يشفعون فيمن حصل في النار من عصاة أممهم بذنوب، دون قربى ولا معرفة إلا بنفس الإيمان، ثم تبقى شفاعة أرحم الراحمين في المستغرقين بالذنوب الذين لم ينلهم شفاعة الأنبياء" ().

وهو هنا يقر بالشفاعة عملا بالأحاديث الواردة في هذا الشأن، ولا يردها كما فعلت المعتزلة باعتبار أنها أخبار آحاد

وأهل السنة يقولون بالشفاعة لورود الأحاديث بذلك.

خاتمة:

في نهاية هذا البحث أخلص إلى النتائج التالية:

-إبن عطية أشعري العقيدة.

فهو تعامل مع آيات الصفات مثل الأشاعرة، أثبت بعضها فقط وأول الباقي. فقي النماذج التي عرضتها قبل، يثبت صفة الحياة والرؤية وقد وافق فيهما أهل الحديث، وأثبت الكلام لكنه قال هو كلام نفسي قديم كما يقول الأشاعرة. وأول صفات: الاستواء، المجيء، اليد والوجه.

كما أنه لا يقول بوجوب الأصلح على الله تعالى كما هو مذهب المعتزلة، وإنما بذهب مذهب أهل الحديث، ونفس الأمر في مسألة الحسن والقيح.

أما في مسألة القدر وحرية الإدارة الإنسانية، فيقول بما قال به أبو الحسن الأشعري وهي نظرية الكسب.

وبالنسبة للوعد والوعيد ومرتكب الكبيرة، فإن ابن عطية يذهب مذهب أهل سنة بأن الله يفعل ما يشاء، وأن مرتكب الكبيرة هو مؤمن عاص في مشيئة الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفرله.

كذلك يقر بالشفاعة للأنبياء والصالحين، وهو مذهب أهل السنة لأن الأحادية صريحة في هذه المسألة. فهو يأخذ بأحاديث الأحاد ولا يردها في مجال العقيدة، ظهر ذلك جليا في مسألة الشفاعة. أما المعتزلة فلا يأخذون بها، لأنها لا تثبت العقيدة بها عندهم، وذهب إلى هذا الرأي بعض الأشاعرة خاصة المتأخرين منهم، لا يأخذون بها. قال هذا إمام الحرمين الجويني في كتابه الإرشاد، والرازي في أساس التقديس، فهو يخالفهم في هذا رغم كونه أشعريا.

ابن عطية أشعري العقيدة, وعقيدته تلك أترث على تفسيره خاصة في آية الصفات, حيث نجده يصرف تلك الآيات عن ظاهرها لتوافق مذهبه في الإعتقاد, فقد أول آيات الصفات التي أتبثها النقل كما هو معروف عند الأشاعرة باستثناء الرؤية. والأشاعرة كما قلت في المقدمة أدخلها العلماء ضمن أهل السنة، كما أن هناك فرقا بين فقهاء الأشاعرة وبين المتكلمين منهم، الفقهاء أقرب بكثير إلى أهل الحديث عكس المتكلمين الذين يغلبون العقل. وابن عطية من الفقهاء لا من المتكلمين.

أهم مصادر البحث:

- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لعبد العق بن عطية، تحقيق المجالس العلمية لفاس و مكناس و تارودانت، مطبعة فضالة، المحمدية المغرب.

- طبقات المفسرين، للسيوطي، دار الكنب العلمية، بيروت لبنان-ط الأولى سنة1983

- المقدمة، عبد الرحمن بن خلذون، دار الفكر ط2 سنة1988

- مقدمة في أصول التفسير، لابن تيمية، منشورات، دار الحياة، بيروت-لبنان

- المعجم الميسر لألفاظ القرآن، للشيخ لإبراهيم رمضان، دار الأرقم بن أبي الرقم-لبنان

- منهج أبي عطية في تفسير القرآن الكريم. د عبد الوهاب فايد. منشورات المكتبة العصرية. صيدا بيروت سنة1973

- المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات، لمحمد بن عبد الرحمان المغراوي. مؤسسة الرسالة. ط1 سنة2000

- المعتزلة بين القديم والحديث لمحمد العبده، وطارق عبد الحكيم، دار ابن حزم الطبعة الأولى سنة1996.

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Mar 2007, 02:05 م]ـ

لمزيد بيان ينظر:

هل في تفسير ابن عطية اعتزاليات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=32969#post32969)

ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[07 May 2007, 11:37 م]ـ

الحمد لله

أخي البوسيفي:

قلت:

وأهل الحديث يقولون:" إنه سبحانه وتعالى يتكلم بكلام يسمع بحرف وصوت، وكلام الله كذلك صفة له تعالى قديمة النوع حادثة الأحاد. انتهى.

لطالما استشكل القول بقدم "النوع" وحدوث "الآحاد" .. فهل من كاشف عن معنى هذه العبارة؟؟

وهل من توثيق لكلام أهل الحديث الذي ورد فيه النص بقدم ما يسمى "نوع الكلام" وحدوث "آحاده"؟؟

أم إنه كلام مستنبط من كلامهم واصطلاح حادث عن مرامهم؟؟

نرجو من الأفاضل الإفادة في هذه المسائل ..

ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[15 Oct 2007, 06:45 م]ـ

وأهل الحديث يقولون:" إنه سبحانه وتعالى يتكلم بكلام يسمع بحرف وصوت، وكلام الله كذلك صفة له تعالى قديمة النوع حادثة الأحاد. فهو سبحانه بتكلم

كيف شاء، متى شاء وليس كلامه صفة نفسية، بل هو بتكلم بصوت بسمعه القريب والبعيد يوم القيامة وصوته ينفذ في ملائكته في السماء وصوته سمعه موسى عليه السلام

شرخ لمعة الاعتقاد للشيخ آل الشيخ- شريط سمعي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير