تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن الجوزي عند قوله تعالى: " وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ "، وأقم الصلاة أي: أتم ركوعها وسجودها، فأما طرفا النهار ففي الطرف الأول قولان: أحدهما أنه صلاة الفجر قاله الجمهور، والثاني أنه الظهر حكاه ابن جرير وفي الطرف الثاني ثلاثة أقوال: أحدها أنه صلاة المغرب قاله ابن عباس وابن زيد، الثاني العصر قاله قتادة وعن الحسن كالقولين، والثالث الظهر والعصر قاله مجاهد والقرظي وعن الضحاك كالأقوال الثلاثة، " وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ " فيما للمفسرين قولان: أحدهما أنها صلاة العتمة رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس وعوف عن الحسن وابن أبي نجيح عن مجاهد وبه قال ابن زيد، والثاني أنها صلاة المغرب والعشاء روي عن ابن عباس أيضا ورواه يونس عن الحسن ومنصور عن مجاهد وبه قال قتادة ومقاتل والزجاج، وقوله: " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ " في المراد بالحسنات قولان:

أحدهما أنها الصلوات الخمس قاله ابن مسعود وابن عباس وابن المسيب ومسروق ومجاهد القرظي والضحاك والمقاتلان ابن سليمان وابن حيان.

والثاني أنها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر رواه منصور عن مجاهد والأول أصح لأن الجمهور عليه وفيه حديث مسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه عثمان بن عفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توضأ وقال: من توضأ وضوئي هذا ثم صلى الظهر غفر له ما كان بينها وبين صلاة الصبح، ومن صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر ومن صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاة العصر ثم صلى العشاء غفر له ما بينها ويبن صلاة المغرب ثم لعله أن يبيت ليلته يتمرغ ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينه وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات، فأما السيئات المذكورة هاهنا فقال المفسرون هي: الصغائر من الذنوب وقد روى معاذ بن جبل قال قلت يا رسول الله أوصني قال اتق الله حيثما كنت قال قلت زدني قال أتبع السيئة الحسنة تمحها قلت زدني قال خالق الناس بخلق حسن،

قوله تعالى: ذلك ذكرى للذاكرين في المشار إليه ب ذلك ثلاثة أقوال: أحدها أنه القرآن والثاني إقام الصلاة والثالث جميع ما تقدم من الوصية بالاستقامة والنهي عن الطغيان وترك الميل إلى الظالمين والقيام بالصلاة، وفي المراد بالذكرى قولان

أحدهما أنه بمعنى التوبة والثاني بمعنى العظة ".

زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 4/ 167 - 170.

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: عند قوله تعالى: "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل " وأقرب الأقوال في الآية أنه أشار بطرفي النهار إلى صلاة الصبح أوله وصلاة الظهر والعصر آخره أي في النصف الأخير منه وأشار بزلف من الليل إلى صلاة المغرب والعشاء، وقال ابن كثير يحتمل أن الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس وكان الواجب قبلها صلاتان صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها وقيام الليل ثم نسخ ذلك بالصلوات الخمس وعلى هذا فالمراد بطرفي النهار بالصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها والمراد بزلف من الليل قيام الليل قال مقيده عفا الله عنه الظاهر أن هذا الاحتمال الذي ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله بعيد لأن الآية نزلت في أبي اليسر في المدينة بعد فرض الصلوات بزمن فهي على التحقيق مشيرة لأوقات الصلاة وهي آية مدنية في سورة مكية وهذه تفاصيل أوقات الصلاة بأدلتها المبينة لها من السنة ولا يخفى أن لكل وقت منها أولاً وآخراً أما أول وقت الظهر فهو زوال الشمس عن كبد السماء بالكتاب والسنة والإجماع أما الكتاب فقوله تعالى أقم الصلاة لدلوك الشمس فاللام للتوقيت ودلوك الشمس زوالها عن كبد السماء على التحقيق". أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي 1/ 280.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير