تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَفِي الصَّحِيح عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {قَدْ كَانَ فِي الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدِّثُونَ فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ}. وَالْمُحَدِّثُ: هُوَ الْمُلْهَمُ الْمُخَاطَبُ فِي سِرِّهِ. وَمَا قَالَ عُمَرُ لِشَيْءِ: إنِّي لأَظُنّهُ كَذَا وَكَذَا إلَّا كَانَ كَمَا ظَنَّ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ.

وَأَيْضًا فَإِذَا كَانَتْ الأُمُورُ الْكَوْنِيَّةُ قَدْ تَنْكَشِفُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ لِقُوَّةِ إيمَانِهِ يَقِينًا وَظَنًّا؛ فَالأُمُورُ الدِّينِيَّةُ كَشْفُهَا لَهُ أَيْسَرُ بِطَرِيقِ الأَوْلَى؛ فَإِنَّهُ إلَى كَشْفِهَا أَحْوَجُ فَالْمُؤْمِنُ تَقَعُ فِي قَلْبِهِ أَدِلَّةٌ عَلَى الأَشْيَاءِ لا يُمْكِنُهُ التَّعْبِيرُ عَنْهَا فِي الْغَالِبِ فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ لا يُمْكِنُهُ إبَانَةُ الْمَعَانِي الْقَائِمَةِ بِقَلْبِهِ فَإِذَا تَكَلَّمَ الْكَاذِبُ بَيْنَ يَدَيْ الصَّادِقِ عَرَفَ كَذِبَهُ مِنْ فَحْوَى كَلامِهِ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ نَخْوَةُ الْحَيَاءِ الإِيمَانِيِّ فَتَمْنَعُهُ الْبَيَانَ وَلَكِنْ هُوَ فِي نَفْسِهِ قَدْ أَخَذَ حِذْرَهُ مِنْهُ وَرُبَّمَا لَوَّحَ أَوْ صَرَّحَ بِهِ خَوْفًا مِنْ اللَّهِ وَشَفَقَةً عَلَى خَلْقِ اللَّهِ لِيَحْذَرُوا مِنْ رِوَايَتِهِ أَوْ الْعَمَلِ بِهِ.

وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالْكَشْفِ يُلْقِي اللَّهُ فِي قَلْبِهِ أَنَّ هَذَا الطَّعَامَ حَرَامٌ؛ وَأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ كَافِرٌ؛ أَوْ فَاسِقٌ؛ أَوْ دَيُّوثٌ؛ أَوْ لُوطِيٌّ؛ أَوْ خَمَّارٌ؛ أَوْ مُغَنٍّ؛ أَوْ كَاذِبٌ؛ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ ظَاهِرٍ بَلْ بِمَا يُلْقِي اللَّهُ فِي قَلْبِهِ.

وَكَذَلِكَ بِالْعَكْسِ يُلْقِي فِي قَلْبِهِ مَحَبَّةً لِشَخْصِ وَأَنَّهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ؛ وَأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ صَالِحٌ؛ وَهَذَا الطَّعَامَ حَلالٌ وَهَذَا الْقَوْلَ صِدْقٌ؛ فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ لا يَجُوزُ أَنْ يُسْتَبْعَدَ فِي حَقِّ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ. وَقِصَّةُ الْخَضِرِ مَعَ مُوسَى هِيَ مِنْ هَذَا الْبَابِ وَأَنَّ الْخَضِرَ عَلِمَ هَذِهِ الأَحْوَالَ الْمُعَيَّنَةَ بِمَا أَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ يَطُولُ بَسْطُهُ قَدْ نَبَّهْنَا فِيهِ عَلَى نُكَتٍ شَرِيفَةٍ تُطْلِعُك عَلَى مَا وَرَاءَهَا.

ـ[علال بوربيق]ــــــــ[22 Jun 2006, 12:56 ص]ـ

أخي عبد الله بن القاسم بارك الله فيك:

هذا الذي حضرني وأنا أشارك على هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5865 ولكن نسيت مصدرهذا الكلام الذي علق بذهني فاختصرته اختصارا: " أقول يا أخي إن أفضل تفسير لكتاب الله بعد قراءة مختصر من مختصرات التفسير هو قلب المؤمن " ليتك تذكر مصدر هذه النفيسة من كلام شيخ الإسلام

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Jun 2006, 01:00 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب.

تنبيه: إذا كُتب عنوان الموضوع مشكلا (بالحركات) فإنه لا يخرج إذا بحث عنه في محرك البحث إلا إذا كتب مثله تماما، ولو اختلفت حركة لم تخرج نتيجة؛ وعليه يحسن ترك التشكيل في العنوانين؛ لأنه بعد مدة قد يُحتاج إليه فيعسر أو يتعذر الوصول إليه. أزلتُ الشكل من العنوان لهذا التنبيه فجزاك الله خيراً. المشرف.

ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[22 Jun 2006, 01:13 ص]ـ

جزاكما الله خيرا على طيب دعائكما

المصدر

مجموع الفتاوى التمذهب (20/ 42)

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jun 2006, 01:28 م]ـ

هذا كلام دقيق يحتاج القارئ للتحقق من صحته وتذوقه إلى مجاهدة طويلة للنفس في باب العمل والعبادة وباب العلم والتدبر، وقد كان للعلماء من السلف والخلف نصيبٌ كبيرٌ من هذا جعلهم يقولون هذا، ويشيرون إليه في كتبهم وحكاية أحوال بعضهم نسأل الله العظيم أن يبلغنا منازل أولئك العلماء في العمل والعلم، وأن لا يجعل حظنا من هذا التمني والرجاء.

شكر الله لكم يا أبا محمد هذا التنبيه على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجزاه خير الجزاء، فكلما ازداد الطالب اطلاعاً على كتب ابن تيمية وتدبراً لكلامه ازداد يقيناً بإمامته وفضله وسعة علمه.

ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[24 Jun 2006, 01:53 م]ـ

وإياك يا أبا عبدالله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير