تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ) أي: في الآخرة لا في الدنيا.

ـ[المسيطير]ــــــــ[23 Jun 2006, 02:36 م]ـ

كنتُ أقرأ في تفسير سورة الغاشية من جزء (عم) للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى، فوقعت على هذه الفائدة - وكنت أجهلُها -، حيث كنت إذا نظرت إلى بعض أهل الكفر من اليهود والنصارى وأهل البدع المكفرة تذكرتُ هذه الآية، فعندما قرأت تفسيرها أحببت نقلها لكم:

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في تفسير جزء (عم) ص176 ما نصه:

(ثم قسم الله سبحانه وتعالى الناس في هذا اليوم إلى قسمين فقال:

{وجوه يومئذ خاشعة} {خاشعة} أي ذليلة كما قال الله تعالى: {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي} [الشورى: 45]. فمعنى خاشعة يعني ذليلة.

{عاملة ناصبة} عاملة عملاً يكون به النصب وهو التعب.

قال العلماء: وذلك أنهم يكلفون يوم القيامة بجر السلاسل والأغلال، والخوض في نار جهنم، كما يخوض الرجل في الوحل، فهي عاملة تعبة من العمل الذي تكلف به يوم القيامة؛ لأنه عمل عذاب وعقاب، وليس المعنى كما قال بعضهم أن المراد بها: الكفار الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وذلك لأن الله قيد هذا بقوله: {وجوه يومئذ} أي يومئذ تأتي الغاشية، وهذا لا يكون إلا يوم القيامة. إذن فهي عاملة ناصبة بما تكلف به من جر السلاسل والأغلال، والخوض في نار جهنم أعاذنا الله منها.

ثم اطلعتُ على ما ذكره الإمام الطبري رحمه الله تعالى فوجدته يقول بهذا القول:

وقوله: {وجوه يومئذ خاشعة} يقول تعالى ذكره: وجوه يومئذ , وهي وجوه أهل الكفر به. خاشعة: يقول: ذليلة.

ذكر من قال ذلك:

28668 - حدثنا بشر , قال: ثنا يزيد , قال: ثنا سعيد , عن قتادة {وجوه يومئذ خاشعة}: أي ذليلة.

28669 - حدثنا ابن عبد الأعلى , قال: ثنا ابن ثور , عن معمر , عن قتادة , في قوله: {خاشعة} قال: خاشعة في النار.

(عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ)

وقوله: {عاملة} يعني: عاملة في النار.

وقوله: {ناصبة} يقول: ناصبة فيها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

28670 - حدثني محمد بن سعد , قال: ثني أبي , قال: ثني عمي , قال: ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس {عاملة ناصبة} فإنها تعمل وتنصب في النار.

28671 - حدثني يعقوب , قال: ثنا ابن علية , عن أبي رجاء , قال: سمعت الحسن , قرأ: {عاملة ناصبة} قال: لم تعمل لله في الدنيا , فأعملها في النار.

28672 - حدثنا بشر , قال: ثنا يزيد , قال: ثنا سعيد , عن قتادة {عاملة ناصبة} تكبرت في الدنيا عن طاعة الله , فأعملها وأنصبها في النار.

*- حدثنا ابن عبد الأعلى , قال: ثنا ابن ثور , عن معمر , عن قتادة , في قوله: {عاملة ناصبة} قال: عاملة ناصبة في النار.28673 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: {عاملة ناصبة} قال: لا أحد أنصب ولا أشد من أهل النار) أ. هـ.

وقد يكون هناك من المفسرين من يرى خلاف ذلك، لكن أحببتُ نقل رأي الإمام الطبري والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله للفائدة.

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Jun 2006, 06:35 م]ـ

أحسن الله إليك يا أخي فالأمر كما توقعت فهناك من المفسرين من يرى خلاف نقلك عن الشيخين رحمهما الله كابن كثير والقرطبي والبغوي وغيرهم من المفسرين رحم الله الجميع

قال ابن كثير رحمه الله تعالى عند هذه الآية:

(قوله تعالى {عاملةٌ ناصبةٌ} أي: قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه ,وصليت يوم القيامة ناراً حاميةً.

قال الحافظ أبو بكر البرقاني: حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي حدثنا محمد بن إسحاق السراج حدثنا هارون بن عبدالله حدثنا سيار حدثنا جعفر قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: مرَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدير راهب, قال: فناداه ياراهب فأشرفَ قال: فجعل عمر ينظر إليه ويبكي ,فقيل له: يا أمير المؤمنين ما يبكيكمن هذا؟ قال: ذكرت قول الله عزوجل في كتابه (عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية) فذاك الذي أبكاني.)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير