[أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية]
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[17 Aug 2006, 07:52 م]ـ
لأهمية المقالة العلمية و لمكانة صاحبها الشيخ الدكتورالشاهد البوشيخي ولأنها ألقيت في المغرب الأقصى بعيداً عن الإخوة في المشرق .. لتعميم الفائدة اخترت نشرها هنا نقلا عن موقع الدرس القرآني.
[ line]
بسم الله الرحمن الرحيم , وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "ربنا آتنا من لدنك رحمة و هيئ لنا من أمرنا رشدا".
أيها المهتمون بالدراسات الإسلامية و لا سيما القرآنية ,نحمد الله تعالى أن يسرنا هذا اللقاء فأن نشغل أساسا بالأولويات هذا في حد ذاته رشد منهجي , حين نفكر في أن تكون هناك ندوة موضوعها الأولويات مطلقا في البحث العلمي أو في غير العلمي , حين نفكر هذا التفكير نكون بإذن الله عزوجل داخلين ضمن الراشدين منهجياً.
أيها الحضور الكريم هذه الكلمة التي عبارة عن رؤوس أقلام ستدور على النقط الآتية:
أولا: مقدمة في أهمية العمل بالأولويات.
1 –الدين كله نظام من الأولويات.
إذا نظرنا إلى الدين نظرة أفقية و قد تم تنزله بعد أن قال الله عزوجل "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا" إذا نظرنا إليه في هذه الصورة التامة الكاملة نجده أيضا نظاما من الأولويات.
إذا نظرنا إليه في الصورة المنهجية أي في كيفية إحلال الله عزوجل له في الأرض في التجربة الأولى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم نجده أيضا نظاما من الأولويات وحسبنا أن نشير إشارة فقط إلى الحديث جبريل عليه السلام المشهور.
حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أولا , ثم الإيمان ثانيا , ثم الإحسان ثالثا. وحين ذكر ما بداخل الإسلام , فذكر الأركان الخمسة أولا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , ثم الصلاة , ثم الزكاة , ثم الصيام , ثم الحج. وحين ذكر ما ذكر أيضا في أمر الإيمان وأمر الإحسان كل ذلك على نظام الأولويات في العلاقة الكبيرة وفي العلاقات الصغيرة.
2 – أن العمل بالأولويات رشد منهجي.
أي أن الشخص الذي يروض نفسه ويحملها على أن تتعود هذا الضرب من السلوك , وهو أن تسير وفق نظام الأولويات , فيه الثابت وفيه متغير, إذا حمل الشخص نفسه على هذا ووطن نفسه عليه , فإنه يكون راشدا منهجيا ...
3 – شروط تحديد الأولويات.
ويمكن اختصارها في الفقه بأنواعه الثلاثة:
فقه الدين في كلياته ونظام أولوياته أفقيا وعموديا.
و فقه الواقع في القوى المكنة له , و البنية التي لهذه القوى التي تتدافع فيه , والتوجهات الكبرى التي إليها في تدافعها فيه و تستشرف المستقل.
فقه التنزيل في علاقته بالمنزل عليه فردا أو جماعة أو حالا أو عملا أو أي شيء إذا فقه هذا أمكن تحديد الأولويات بدقة , وهذا الفقه بأنواعه الثلاثة شرط صحة في تحديد الأولويات.
ثانيا: تحديد مفاهيم ألفاظ العنوان.
1 – مفهوم الأولويات:
واضح أنه جمع لأولوية و الأولوية مصدر صناعي من الأولى وهو الذي على غيره لسبب من الأسباب , و الأولوية التي يجب أن تقدم على غيرها لخصائص فيها بعد إمعان النظر فيها انطلاقا من فقه الدين, و فقه الواقع و فقه التنزيل.
2 –مفهوم البحث العلمي:
البحث بحث ,فيه كشف و فيه جهد يبذل لكشف الخبء.هذا الأصل في البحث.ووصف بالعلمية لأنه مقدمات و طرائق و نتائج كلها موزونة بميزان العلم , فالبحث العلمي إذن هو ذالك الدرس المنهجي مؤسس على صحة المنطلقات وصحة المقدمات , و صحة الطريقة بهدف الوصول إلى نتائج صحيحة.
إذا لم يكن هناك كشف في البحث عن الخبء فليس بحثا , وإذا لم يكن هناك كشف بطريقة منهجية فليس بحثا علميا.
3 – مفهوم الدراسات القرآنية: و هي كل الدراسات التي جعلت موضوعا لها القرآن الكريم و علومه ما يتصل بذلك , فكل تلك الدراسات هي من الدراسات القرآنية.
ثالثا: أولوية المصطلح القرآني
والأولوية الأولى في نظري هي أولوية المصطلح القرآني:
1 - ماذا أقصد بالمصطلح القرآني؟
إنه ذلك اللفظ الذي أكتسبه استعماله في القرآن الكريم دلالة التي له في اللسان العربي , فصار بذلك له مفهوم خاص ضمن رؤية القرآنية الشاملة , وصار بذلك التعبير عن ذلك المفهوم مصطلحا من المصطلحات القرآنية.وهذا الكلام مؤسس على:
¥