تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[" مقاصد السور وطرق الكشف عنها "]

ـ[علال بوربيق]ــــــــ[31 Jul 2006, 02:08 م]ـ

الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.

والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه

أما بعد: فالشكر موصول إلى أهل هذا الملتقى الطيب المبارك، وأخص منهم بالذكرالمشايخ الفضلاء: الدكتورعبد الرحمن الشهري، والدكتورمساعد الطيار، أبومجاهد العبيدي، وناصر الماجد .. وغيرهم

شغفي بهذا الموضوع وممارستي له من خلال مجموعة من الدروس التي ألقيها في مسجدي دعاني لأن أكتب هذه الكلمات اليسيرة رغم ضيق الأوقات، والله يشهد أني قد انتفعت كثيرا مما جادت به قرائح العلماء الأفاضل غير أنهم أغفلوا الثمرة التي تجنى من ورائه،والطريق التي ينبغي أن نسلكها من أجل الوصول إلى المقصود الحقيقي من السورة إلا جولة الدكتور مساعد أولمسات الشيخ عبد الرحمن التي ختم بها هذا الموضوع، وأرجو أن يكون أول المستدركين، والمصححين، والمضيفين لما سأذكره. ورحم الله من قال:

ومصلح الشكل لدى حكايه **** غير حديث المصطفى والآيه

من غير إذن منه أوقرينه **** قد فاته الأدب والسكينه

فالباب مفتوح له ولغيره،وبالله التوفيق. أبدأ فأقول:

لقد لخص الإمام البقاعي نظريته في التناسب، بعبارات سهلة وميسرة على النحو التالي:

معرفة مدلول اسم السورة يؤدي إلى ==> معرفة مقصود السورة وهذا بدوره ==>إلى معرفةالتناسب بين آياتها.

وإليكم العبارات الدالة على ذلك:

يقول رحمه الله: " إن من عرف المراد من اسم السورة عرف مقصودها، ومن حقق المقصود منها عرف تناسب آيها وقصصها وجميع أجزائها ... فإن كل سورة لها مقصد واحد يدار عليه أولها وآخرها ويستدل عليه فيها؛ فترتب المقدمات الدالة عليه على أكمل وجه وأبدع منهج، وإذا كان فيها شيء يحتاج دليلاً استدل عليه. وهكذا في دليل الدليل وهلم جراً (1) وقال:" وتتوقف الإجادة فيه- أي علم المناسبة- على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها " (2)

ويقول البقاعي أيضا:" ومقصود كل سورة هاد إلى تناسبها (3)

النتائج: إذا أردنا أن نكشف عن وجوه المناسبات بين آي سورة لابد أن نتبع –في نظري –الطريقة التالية.

1 - البحث عن أسماء السورة الواردة في القرآن الكريم أوفي السنة النبوية أوعلى لسان السلف الصالح.

يقول البقاعي:" وقد ظهر لي: أن اسم كل سورة مترجم عن مقصودها لأن اسم كل شيء تظهرالمناسبات بينه وبين مسماه عنوانه الدال إجمالاعلى تفصيل مافيه " (4)

ويقول في كتابه مصاعد النظر: " إن من عرف المراد من اسم السورة عرف مقصودها، ومن حقق المقصود منها عرف تناسب آيها وقصصها وجميع أجزائها " (5)

2 - محاولة تفسيرهذه الأسماء والربط بينها وبين الجو العام للسورة. يقول الطاهربن عاشورمتحدثا عن تسمية سورة البقرة: " وكذلك قول خالد بن معدان إنها فسطاط القرآن والفسطاط ما يحيط بالمكان لإحاطتها بأحكام كثيرة " (6)

3 - جمع الآثار الواردة في فضائل السورة.

4 - الاستعانة ببعض سورالقرآن في الكشف عن بعض مقاصد السورة،

يقول الإمام الشاطبي: " وأول شاهد على هذا أصل الشريعة نفسها؛ فإنها جاءت مصححة لما أُفسد من ملة إبراهيم عليه السلام، ثم نزلت فيها سورة الأنعام مبيّنة لقواعد العقائد وأصول الدين من أول إثبات الربوبية إلى إثبات الإمامة. ثم لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان أول ما نزل سورة البقرة التي قررت قواعد التقوى المبنية على سورة الأنعام؛ فبيّنت العبادات والعادات والمعاملات والجنايات وحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، فكان غيرها من السور المدنية المتأخرة عنها مبنياً عليها، كما كان غير سورة الأنعام من السور المكية مبنياً عليها، وإذا نظرت إلى سائر السور بعضها مع بعض في الترتيب وجدتها كذلك حذو القُذة بالقذة، فلا يغيبن عنك هذا المعنى فإنه من أسرارعلوم التفسير" (7)

5 - تحديد مقصود السورة:

يقول البقاعي:" ... ومقصود كل سورة هاد إلى تناسبها " (8)

وقال رحمه الله:" فعلم مناسبات القرآن: علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو سرالبلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المقال لمقتضى الحال. وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها (9).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير