تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل صيغة الاستعاذة هذه خاصة بالصلاة أم يمكن القول بمشروعيتها في القراءة خارج الصلاة؟؟]

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Sep 2006, 02:58 م]ـ

من المعلوم بداهة لدى أغلب رواد هذا الملتقى المبارك ان الصيغة المختارة للاستعاذة هي الواردةُ في سورة النحل ,وان الزيادة عليها بلفظ (السميع العليم) مشروعة من غير نكير في ذلك, كما قال الشاطبي رحمه الله:

على ما أتى في النحل يسراً, وإن تزد ... لرك تنزيها فلست مجهلا ..

ولكن جاء في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة وأحمد, وصححه الألباني رحم الله الجميع أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يقول في الصلاة: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه, ثم يقرأ)

والسؤال:/

هل يمكن اختيار هذه الصيغة للقراءة خارج الصلاة أم المعروف والمعتمد هما الصيغتان اللتان اصطلح على القراءة بهما القراء؟؟

أرجو ممن يستطيع الإفادة بشيئ في تلك المسألة ألا يحرمنا من الفائدة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ...

ـ[منصور مهران]ــــــــ[22 Sep 2006, 05:57 م]ـ

إجماع الأمة منعقد على وجوب الاستعاذة مطلقا:

1 - أخذا من قوله تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم)

2 - في الآية ورد الأمر (فاستعذ) وهو حكم جاء عقب الوصف الذي هو نزغ الشيطان؛ فدل على التعليل، والحكم يتكرر لأجل تكرر العلة.

3 - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم شرعها ربنا عز وجل لدفع شر الشيطان ووساوسه؛ فدفع الشيطان واجب ووسيلة ذلك واجبة بوجوبه.

4 - من مواظبة الرسول صلى الله عليه وسلم على الاستعاذة.

5 - الاحتياط والتصون يوجب الاستعاذة في كل وقت وعند كل عمل.

وهنا نقول: إن كل صيغة وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن فهي الأولى بالاتباع سواء قالها في صلاة أو خارج الصلاة؛ لأن دفع الشيطان هو المقصود فتتساوى كل الصيغ النافعة للدفع.

وجاء في تفسير السمعاني: (وقد روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: أعوذ بالله من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه) 5/ 53 هكذا فهمه السمعاني أنه مروي دون تحديد في صلاة أم في غيرها.

ومثله في الدر المنثور 6/ 714، وانظر فيه الأثر الذي أخرجه الطبري عن ابن زيد قال: لما نزلت: (خذ العفو .... الآية) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف بالغضب يارب؟. فنزل: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ).

هذا ما عن لي والله يهدي السبيل.

ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[24 Sep 2006, 03:44 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد: فإن الشكر الجزيل للأخ الفاضل محمود الشنقيطي لطرحه قضية الاستعاذة للمناقشة، هل تكون في الصلاة خاصة، أم أنها مشروعة في القراءة خارج الصلاة؟؟

إن مسألة الاستعاذة في الصلاة من القضايا الخلافية بين الفقهاء، فمنهم من أجازها في الصلاة سواء كانت الصلاة جهرية أم سرية، والبعض منهم ذهب بإخفائها في الصلاة الجهرية والسرية منهم أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي المقرئ المفسر، والبعض الآخر منعها في الصلاة مطلقاً ..

والذي يظهر انطلاقاً من قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) أن الاستعاذة ترتبط بقراءة القرآن وجوداً وعدماً، يعني إذا ذكر القرآن ذكرت معه الاستعاذة، وإذا لم يذكر فلا تذكر معه الاستعاذة، لأن الباء للتعدية والإلصاق كما يقول علماء اللغة. لأن العائذ يلصق نفسه بالله، ويفي إليه ليحفظه من عدوه الذي بيده ناصيته.

والاستعاذة للقراءة من حيث مشروعيتها فإن العلماء أجمعوا على ذلك. (يعني أنها مشروعة).

وحكى المسيِّبي عن أصحابه من قراء أهل المدينة، أن عملهم على تركها.

أما حكم الاستعاذة فإن الجمهور ذهب إلى أنها مستحبة في القراءة بكل حال، في الصلاة وخارج الصلاة، وحملولا الأمر في ذلك على الندب.

وذهب عطاء بن أبي رباح وداود وأصحابه إلى وجوبها لكل قراءة، ولو في الصلاة، بناء على أن الأمر للوجوب حقيقة.

ولابن سيرين تجب القراءة مرة في العمر، بناءً على أن الأمر للوجوب مع المرة أو الماهية.

وبعضهم بوجوبها في حق المصطفى دون أمته، نظراً لظاهر الخطاب.

وهو قول واهٍ، لأن الأظهر أن الخطاب عام لكل قارئ لا لخصوص النبي صلى الله عليه وسلم.

والأمر عند مالك مقيد بغير صلاة الفرض، فيكره التعوذ فيها، ويجوز في النافلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير