تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[علم الكلام وأهل الكلام]

ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[27 Aug 2006, 07:46 م]ـ

يرد في كتب العقائد، وغيرها كثيراً مصطلح علم الكلام، وأهل الكلام والمتكلمين، وما جرى مجرى ذلك.

وفيما يلي نبذة عن تعريف علم الكلام، وسبب تسميته بذلك، وأهل الكلام، وأشهر المتكلمين

أولاً: تعريف علم الكلام: عرف علم الكلام بعدة تعريفات منها:

1 - قال أبو حيان التوحيدي -رحمه الله-: (وأما علم الكلام فإنه من باب الاعتبار في أصول الدين يدور النظر فيه على محض العقل في التحسين والتقبيح، والإحالة والتصحيح، والإيجاب والتجويز، والاقتدار والتعجيز، والتعديل والتجوير، والتوحيد والتكفير.

والاعتبارُ فيه ينقسم بين دقيق يتفرد العقل به، وجليل يُفْزَع إلى كتاب الله -تعالى- فيه). [1]

2 - وعرفه ابن خلدون -رحمه الله- بقوله: (علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية) [2].

3 - وعرفه الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- بقوله: (هو ما أحدثه المتكلمون في أصول الدين من إثبات العقائد بالطرق التي ابتكروها، وأعرضوا بها عما جاء بالكتاب والسنة) [3].

ثانياً: سبب تسمية علم الكلام بهذا الاسم: أما سبب تسميته بهذا الاسم فذلك مما تضاربت به الأقوال، ومما قيل في ذلك ما يلي:

1 - أن عنوان مباحث المتكلمين في العقائد كان: (الكلام في كذا وكذا ... ).

2 - لأنه يورث قدرةً على الكلام في تحقيق الشرعيات، وإلزام الخصوم؛ فهو كالمنطق للفلسفةِ؛ والمنطقُ مرادفٌ للكلام.

3 - لأن هذا العلم لا يتحقق إلا بالمباحثة، وإدارة الكلام من الجانبين على حين أن غيره من العلوم قد يتحقق بالتأمل، ومطالعة الكتب.

4 - لأنه أكثر العلم خلافاً، ونزاعاً؛ فيشتد افتقاره إلى الكلام مع المخالفين، والرد عليهم.

5 - لأنه؛ لقوة أدلته صار كأنه هو الكلام دون ما عداه من الكلام.

6 - أنه؛ نظراً لقيامه على الأدلة القطعية المؤيد أكثرها بالأدلة السمعية كان أكثر العلوم تأثيراً بالقلب؛ فسمي الكلام بذلك مشتقاً من الكَلْم وهو الجرح.

7 - أنه سمي بذلك؛ لأن أول خلاف وقع في الدين كان في كلام الله -عز وجل- أمخلوق هو أم غير مخلوق؟ فتكلَّم الناس فيه؛ فسمي هذا النوع من العلم كلاماً، واختص به.

8 - لأن هذا العلم كلام صِرْفٌ، وليس تحته عمل [4].

ثالثاً: أهل الكلام: أهل الكلام هم الذين يخوضون في مسائل أصول الدين كالوحدانية، والمعاد، وإثبات النبوات، والوعد، والوعيد، والإيجاب على الله -عز وجل-* والتجويز وهو قولهم: لو عذبنا الله على ما خلقه فينا لكان جائزاً، وإنما يعذبنا على ما نخلقه نحن.

وأنه يجوز على الله تعذيب ملائكته وأنبيائه، وأهل طاعته، وإكرام إبليس وجنوده، وجعلهم فوق أوليائه في النعيم المقيم.

ولا ريب أن هذا قولٌ باطل صار عن نفي الحكمة والتعليل؛ ذلك أن حكمة الله -عز وجل- تأبى ذلك قال -تبارك وتعالى-: [أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ].

ويخوضون - كذلك - في القدر ويقولون بنفيه ويسمون ذلك عدلاً، ويبحثون كذلك في التوحيد، ويعنون به نفي الصفات عن الله -عز وجل- إلى غير ذلك ممن يخوض به أهل الكلام.

رابعاً: أشهر المتكلمين: المتكلمون كثير، وليسوا على درجةٍ واحدة، ويدخل في مفهوم المتكلمين كثير من الطوائف كالجهمية أتباع الجهم بن صفوان، والمعتزلة أتباع عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وغيرهم.

ــــــــــــــــ

[1] رسالة أبي حيان في العلوم ص 21

[2] تاريخ ابن خلدون ص 350

[3] فتح رب البرية ص 76

[4] انظر العقائد النسفية للنسفي ص 6، وتاريخ ابن خلدون ص 350 - 375، والمعتزلة لزهدي جارالله ص 346.

ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 Aug 2006, 11:19 م]ـ

وللاستزادة يمكن مراجعة رسالة الشيخ سليمان الغصن منهج المتكلمين، وهي رسالة نفيسة

ـ[الطبيب]ــــــــ[29 Aug 2006, 12:57 ص]ـ

علم الكلام ... كلام بلا علم

ودمتم،،،

ـ[الجكني]ــــــــ[29 Aug 2006, 06:38 م]ـ

هذا تجني على هذا العلم الذي لا يعلم مقداره إلا من خاض بحره،لكن المشكلة هي أننا نظن أن علم الكلام هو أصلاً لمخاطبة المسلمين،وهذا ليس دقيقاً،إذ هو في الأصل لمخاطبةالعقلانيين من غير المسلمين ولهذا لم يخض فيه إلا الخاصة وفي المجالس الخاصة،أماالآن فأصبح كل من قرأ ورقة أو ورقتين من كتاب يظن أنه (فهم) و (عرف) و (علم) علم الكلام،وذلك دونه بحار ومفاوز 0

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 Aug 2006, 03:50 ص]ـ

هذا تجني على هذا العلم الذي لا يعلم مقداره إلا من خاض بحره،

وهل أنت ممن خاض بحاره؟ وتبين لك غير ما عرف منه أئمة أهل السنة الذين بالغوا في ذمه؟

لكن المشكلة هي أننا نظن أن علم الكلام هو أصلاً لمخاطبة المسلمين،وهذا ليس دقيقاً،إذ هو في الأصل لمخاطبةالعقلانيين من غير المسلمين

لكنهم استخدموه في أثبات العقائد ونفي الصفات ... وهذا ظاهر في كتبهم وما نقل عنهم.

ولهذا لم يخض فيه إلا الخاصة وفي المجالس الخاصة،

هل الكتب من المجالس الخاصة؟

أماالآن فأصبح كل من قرأ ورقة أو ورقتين من كتاب يظن أنه (فهم) و (عرف) و (علم) علم الكلام،وذلك دونه بحار ومفاوز 0

!!!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير