تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حكاية لابن مجاهد رحمه الله]

ـ[الجكني]ــــــــ[15 Aug 2006, 08:13 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الكريم المنان، الواسع العطاء، المعبود في السراء والضراء، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين: وبعد:

فهذا " جزء " لطيف، فيه حكاية مروية بالإسناد عن إمام القراء والقراءات، وأول من سبّع السبعة، الإمام ابن مجاهد رحمه الله تعالى. تحكي جانباً من جوانب شخصيته وسلوكه، وهو جانب التواضع والكرم والسعي في مصالح الضعفاء والفقراء ومساعدتهم في أزماتهم، والشفاعة لهم لدى أهل اليسر والإفادة.

وهناك جانب آخر مهم جداً نلحظه في هذه الحكاية متعلق بشخصية هذا الإمام وهي بذل كل ما لديه في وقته مقابل إعفائه من سؤال غيره، وهذا نجده في قوله لصاحب الحكاية: " خذ هذه الأربع مائة درهم واستعن بها على أمورك ورفه عني العنا والسؤال " إلى غير ذلك مما هو مسطر في هذه الحكاية.

هذا، ولما وقفت على هذا الجزء اختلست برهة من الزمن فنسخته، متمنياً نشره بين أهل القراءات والأدب.ويسرني أن أتحف به قراء هذا الملتقى المبارك 0

النسخة الخطية: مصورة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،برقم (1505) وأصلها من "الظاهرية

والله الموفق 0

محب القراء والقراءات:

السالم محمد محمود الجكني الشنقيطي

المدينة المنورة:12/ 7/1427

جزء فيه حكاية أبي بكر

أحمد بن العباس بن مجاهد المقرئ رحمه الله برواية

أبي القاسم عمر بن عبدان بن القاسم بن محمد بن داود

بن عبد الغفار الثاني عن أبي بكر بن مجاهد برواية الشيخ الإمام

الصالح أبي القاسم عبد الواحد بن محمد بن علي بن فهد العلاف عنه.

برواية الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن عبد الله بن نصر بن الزاعوني

سماع صاحبه إسماعيل بن عمر بن أبي بكر المقدسي نفعه الله برواية

الشريف أبي محمد يونس بن يحي بن أبي الحسن الهاشمي عنه.

وقف مستقره بالمدرسة (000) تقبل الله من واقفها

إجازة ليوسف بن عبد الهادي

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر وأعن

أخبرنا الشيخ الشريف يونس بن يحي بن أبي الحسن الهاشمي قراءة عليه، وأنا أسمع قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر محمد بن عبيد الله نصر بن الزاغوني قراءة عليه وأنا حاضر السمع فأقر به وأجازه، قيل له: أخبركم الشيخ الصالح أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف قراءة عليه وأنا حاضر أسمع بجامع (القصر) من سنة سبع وسبعين وأربع مئة قال: سمعت أبا القاسم عمر بن عبدون بن القاسم بن محمد بن داود بن عبد الغفار الثاني في يوم السبت لست خلون من ربيع الأول سنة ثمان عشرة وأربع مئة يقول: كنت حاضراً عند الشيخ / أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ نضر الله وجهه فجاء رجل فجلس في المسجد إلى أن فرغ أبو بكر من الإقراء وخلا المسجد فالتفت إليه الشيخ أبو بكر فقال له:

ألك حاجة؟

قال: نعم.

قال: وما هي؟

قال: قد جاءني مولود وما في الدار سوى المولود ومن ولد له والجبار تعالى الذي لا يخلو منه مكان فقالت زوجتي أم المولود: امض إلى الشيخ أبي بكر فاشرح له حالنا وصورتنا واسأله أن يمضي إلى عند ابن كثير فليشرح له صورتنا وما نحن فيه، فإن تفضل الله بشيء فالحمد لله وله. وقال لي ابن عمر: كان ابن كثير من بعض / من يقرأ على أبي بكر وكان موسراً.

فلما سمع أبو بكر بذلك وثب فدخل إلى منزله وأخرج له كيساً فيه مائة درهم ثم قال: يا هذا خذه واستعن بها على أمورك.

فقال له الرجل: أيها الشيخ ما لهذا جئتك، فرجع أبو بكر فأخرج له مائة أخرى، فرد عليه الرجل ما قال أولاًً، فرجع فأخرج له مائة أخرى فقال له كقوله الأول، فرجع فأخرج له مائة أخرى ثم قال له: يا هذا خذ هذه الأربع مائة درهم واستعن بها على أمورك ورفِّه عني العنا والسؤال، ثم قال: اللهم إنك تعلم أن ابن مجاهد لا يملك في هذا الوقت غيرها. فقال له: يا أيها الشيخ ما جئتك لهذا، وإنما جئتك لسبب ابن كثير، قال: فاستحى أبو بكر / من تكريره فوثب ووثب الرجل ووثبت معهما حتى جئنا إلى ابن كثير، وكان منزله في درب الآجر فوصلنا إلى باب الدار فدق أحدنا الباب، فقال: من بالباب؟ فقال: ابن مجاهد، فلما سمع باسمي خرج مهرولاً وهو يقول: لبيك وسعديك .. مراراً ففتح الباب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير