[ما المقصود بقول أبي حاتم: فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير]
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Sep 2006, 03:56 ص]ـ
ذكر المزي في ترجمة إسحاق بن راهويه أن أبا حاتم الرازي قال " ذكرت لأبي زرعة إسحاق وحفظه للأسانيد والمتون، فقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق، قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط، مع ما رزق من الحفظ.
وقال أحمد بن سلمة: قلت لأبي حاتم: أنه أملى التفسير عن ظهر قلبه فقال أبو حاتم: وهذا أعجب فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها " تهذيب الكمال 2/ 386.
ما المقصود بقول أبي حاتم: فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها؟
وهل لهذا أثر في طريقة التعامل مع أسانيد المفسرين؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Sep 2006, 10:04 م]ـ
يظهر لي أن مقصوده واضح من السياق , فكونه أملى التفسير عن ظهر قلبه , دلّ على ضبطه وإتقانه , لإن العناية بمرويات التفسير وضبط ألفاظها يأتي في مرتبة بعد ضبط مرويات الأحاديث , فالأحاديث من قبيل المرفوع , وأما مرويات التفسير فغايتها أن تكون من قبيل الموقوف إن كان المفسر صحابي , وإلا هي دون ذلك , والله أعلم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[28 Sep 2006, 01:18 م]ـ
ولعله تحت نفس التعليل يدخل كون طرق أسانيد التفسير ليست بشهرة طرق أسانيد الحديث فمن يضبطها فإنه اجتاز مرحلة الضبط الأولى ولا يخفاكم ما اشتهر عن بعضهم كالسدي جمع أقوال الصحابة بعضهم مع بعض في سياق واحد وما تكلم فيه غير واحد من عدم وجود أصل لكتب التفسير أقصد لم تكن توجد كتب معتمدة جامعة في بابها تسهل للمبتدئين عملية الحفظ كما كان الحال من وجود صحائف بعينها ومسانيد متفرقة هنا وهناك كصحيفة همام والصادقة والموطآت في صورتها المبدئية وبعض الأجزاء المتناثرة التي كان يتناقلها العلماء.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[30 Sep 2006, 02:40 ص]ـ
ويدخل في هذا أن الرواية القرآنية تشتمل اللفظ والنطق والترتيل والحركات من دون تغيير شيء من هذا إلا بسند، بخلاف الحديث الذي قد يتخلف فيه شيء من هذا مثل حروف العطف، ومايدخل في الرواية بالمعنى وغير ذلك.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Sep 2006, 06:27 ص]ـ
معنى قول أبي حاتم, هو:
إن ضبط أسانيد التفسير وألفاظها أشق من ضبط الأحاديث المسندة. وأن ذلك مرتبة أعلى من مجرد حفظ الأحاديث المسندة, وذلك صحيح؛ للأسباب التي ذكرها الإخوة, ولغيرها نحو: جمعه بذلك بين علمين مختلفين, ونحو اعتياد وتكرار وانتشار الأحاديث المسندة مما يسّهِّل حفظها بخلاف أسانيد التفسير وألفاظها, ونحو صعوبة ضبط ألفاظ التفسير لدقة اختلافها وكثرتها في الموضع الواحد, ولكثرة مرويات التفسير بالنسبة للحديث المسند, وغير ذلك من الوجوه.
أما ما يستفاد من ذلك في علم الرواية فمنه:
- أن التفسير علم مستقلٌ بأسانيده وألفاظه وطريقة ضبطه.
- وأنه بذلك أشق من ضبط الأحاديث المسندة.
ومن ثمَّ لا يبعد القول أن هناك تمايزاً بين أسانيد التفسير وأسانيد الحديث, وإن اتفقت في منهج الرواية وأسماء الرجال, وأقدر الناس على إدراك ذلك الفرق الحفاظ فقط, كأبي حاتم وأضرابه رحمهم الله.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Sep 2006, 08:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مشاركاتكم، وأسأل الله أن يعلمنا وإياكم العلم النافع
أريد تحويل دفة الموضوع إلى كلام آخر لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم
قال ابن أبي حاتم في مقدمة تفسيره
" سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القران مختصرا بأصح الأسانيد ... فأجبتهم إلى ملتمسهم ... فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا، وأشبهها متنا، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد،وسميت موافقيهم بحذف الإسناد " اهـ.
وإذا طالعتَ تفسيره وجدت كما كبيرا من الآثار لا يصح على طريقة المحدثين
فما معنى قوله " فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا، وأشبهها متنا "؟
فهل معنى قوله أصح الأسانيد أنها صحيحة؟
أم أنه يخرج أصح الموجود من باب قول المحدثين هذا أصح شيء في الباب؟
أم أنه يقصد أن مقياس الصحة في التفسير غير مقياس الصحة في الحديث فلا يشترط في تصحيح الأثر في التفسير كل ما يشترط لتصحيحه في الحديث؟
بانتظار مشاركاتكم حول هذا النقل، وأهميته في التعامل مع أسانيد التفسير