[أين أنتم يا جهابذة علوم القرآن الكريم؟]
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[08 Sep 2006, 10:15 م]ـ
السلام عليكم إخواني:
سألني أحد الإخوة عن قوله تعالى في سورة الواقعة
(فروح و ريحان و جنت نعيم) صدق الله العظيم
و السؤال هو عن سبب كتابة التاء تاء مفتوحة في جنت مع كتابتها مربوطة في هذه اللفظة في سائر القرآن حسب إطلاعه , فهل من يستوفي الجواب من الناحية الشرعية و اللغوية و النحوية؟
جزاكم الله تعالى خيرا
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[08 Sep 2006, 10:58 م]ـ
واضف اليها كلمة (شجرت) في قوله تعالى (إن شجرت الزقوم)
قال ابن عاشور: وكتبت كلمة) شجرت (في المصاحف بتاء مفتوحة مراعاة لحالة الوصل وكان الشائع في رسم أواخر الكلم أن تراعي فيه حالة الوقف، فهذا مما جاء على خلاف الأصل.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Sep 2006, 03:21 ص]ـ
أخي مروان
لقد هوَّلت في العنوان وفي السؤال، والأمر أيسر مما فعلت أيها الأخ العزيز.
اعلم أيها الأخ الفاضل أنه لا علاقة للشرع ولا للنحو بمسألة كتابة (شجرت) وأخواتها، وياليتك تطالع كتابًا في التجويد كمنظومة ابن الجزري أو غيرها، فإنك ستجد قرابة (13) كلمة مما تكتب بالتاء المربوطة كُتِبت بالتاء المفتوحة، مثل كلمة (سنت، بقيت، امراة، ... إلخ)، وبين القراء خلاف في مواضعها، ويمكن أخذ تفاصيلها من كتب القراءات أيضًا.
وقد روعي في هذا ـ والله أعلم ـ جانبان:
الأول: ما ذكره أخي الحبيب (أبو حنيفة) منقولاً عن ابن عاشور.
الثاني: أن قومًا من العرب يقفون على مثل هذه التاء مفتوحةً وليس كما نقف نحن بالهاء، ولا زالت بقايا هذه اللهجة في المنطقة الجنوبية من بلادنا المملكة العربية السعودية، وفي كتابتها على هذا ما يوافق لهجة أولئك العرب.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[09 Sep 2006, 06:26 ص]ـ
أستاذي الفاضل:
لم أهول من الموضوع , فأنا أوجه سؤالي للراسخين في علوم القرآن , فما أكثر من يتكلم و يقول برأيه في آيات القرآن دون علم في زمننا هذا و الله تعالى المستعان
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Sep 2006, 02:28 م]ـ
زد على ما قيل أن رسم المصحف توقيفي فإن ظهرت لنا عله أو حكمه فمرحبا وإن لم فعلينا أن نرجع إلى قناعتنا من أن القرآن معجزبلفظه ونظمه، والسؤال في نظمه فتدبر.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Sep 2006, 04:40 م]ـ
أخي الكريم مروان
إذًا الأمر نسبي، فلا مشاحة في الأمر، ولله الحمد.
أستاذنا الفاضل أبا عمر، ما مرادكم بقولكم (توقيفي)؟
إن القول بالتوقيف لم ينسب إلى أحد من المتقدمين من الصحابة والتابعين وأتباعهم، وإنما كان القول بالتوقيف متأخر جدًا.
ولو كان في الأمر توقيف لما قال عثمان للكتبة (إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ) رواه البخاري.
ولو كان توقيفًا لما وقع الخلاف بين مصاحف الصحابة رضي الله عنهم، مع العمل بأن واحدًا منهم لم ينسب رسمه إلى تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Sep 2006, 04:59 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا المفضال وبارك في علمكم, ولكن هل نفهم من تعليقكم السابق أن الرسم العثماني كان طوراً من أطوارالخط العربي-فحسب- التي مر بها, ولاتوقيف فيه من لدن الرسول صلى الله عليه وسلم البتة؟؟
وإن كان الجواب: نعم, فماذا نسمي ما كتبه كتبةُ الوحي بين يديه الشريفتين وأقرهم عليه آنذاك, ألا يعد ذلك إقرارا منه؟؟
وإن كان الجواب: لا
فهل بالإمكان أن يكتب الرسم بقواعد الإملاء الحديث حالة كونها تراعي اختلاف القرءات؟؟
وما المانع من كون اختلافهم في الرسم, اختلاف تنوع أقره النبيُّ صلى الله عليه وسلم كلَّه, ثمَّ بدا لعثمان جمعُهم على رسم واحد, مما أقره النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
وجزيتم خيراً
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 Sep 2006, 10:15 ص]ـ
السلام عليكم.
قال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ).
الكتاب قول مكتوب، لو جاءت كلمة (قرآن) بدلا من (كتاب) لكان التدبر فقط في القول، أما وقد ذكر (كتاب) فإن في طريقة رسم كلمات القرآن حكمة.
فإذا قال الله (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) فإنه تعالى سيرينا آياته فنعرف الحكمة أيضا في كيفية رسمها.
ومن الآيات ما اختزلت في حروف، فهذه أيضا من الآيات التي سيرينها الله فنعرفها.
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[23 Sep 2006, 03:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خير الورى أجمعين وعلى آله وأصحابه والتبعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد قرأت في هذا الملتقى المبارك سؤالاً لأحد الإخوة يسأل: لماذا كُتبت التاء مبسوطة في قوله تعالى (فروح وريحان وجنت نعيم) (الآية 89 من سورة الواقعة)، فآثرت أن أجيب عن سؤاله بما يلي:
إن كتابة التاء مبسوطة في قوله تعالى (وجنت نعيم) يعد من الأسرار الربانية التي لا تدرك إلا بالتدبر العميق لآيات كتابه العزيز، ومن ثم فإن رسم القرآن الكريم اهتم به العلماء تأليفاً وتحقيقاً وتعليقاً وتوثيقاً، منهم بدر الدين الزركشي، حيث أفرد في كتابه (البرهان في علوم القرآن) محوراً خاصاً حول: علم مرسوم الخط (إن شئت انظر 1/ 376)، حيث بين بالتحليل والتعليق موضوع سبب كتابة التاء مبسوطة في قوله تعالى (جنت نعيم) من سورة الواقعة، ولم تكتب في غيرها، فقال:
(ومنه الجنة مدت فى موضع واحد فى الواقعة [وجنت نعيم] لكونها بمعنى فعل التنعُّم بالنعيم، بدليل اقترانها بالروْح والريحان وتأخرها عنهما، وهما من الجنة، فهذه جنة خاصة بالمنعم بها.
وأما (من ورثة جنة النعيم) و (أن يدخل جنة نعيم) فإن هذا بمعنى الاسم الكلى .................. ).
(البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 415) (الطبعة الثالثة 1400هـ-1980)
والسلام عليكم.
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
¥