تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرة في تفسير (فضحكت)]

ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[06 Sep 2006, 03:09 م]ـ

في قوله تعالى (وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) سورة هود آية71 ورد في تفسير الضحك في هذه الآية عدة أقوال:

الأول:أنه الضحك المعروف.

وفي سببه ستة أقوال:

1ـ كونها وزوجها يخدمان الأضياف وهم ممسكون عن الأكل.

2ـ من غفلة قوم لوط وقد جاءت الرسل لهلاكهم.

3ـ ظنا من أنهم يريدون عمل قوم لوط.

4ـ لما رأت بإبراهيم عليه السلام من الروع.

5ـ حين بُشرت بإسحاق لكبر سنها وزوجها.

6ـ سرورا بالأمن منهم.

الثاني:أنّ الضحك هنا بمعنى التعجب.

الثالث: أنّ ضحكت بمعنى حاضت.

وقد كانت لي مع هذه الآية وقفة تجمع بينها وبين الآية في سورة الذاريات وهي قوله تعالى: (فأوجس منهم خيفة قالوا لاتخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم) فيمكن تفسير الضحك من خلال الجمع بين الآيتين بأن الملائكة بشرت إبراهيم عليه السلام بغلام عليم كما في آية الذاريات فأقبلت امرأته عند سماع الخبر فضحكت فرحا وصكت وجهها وقالت عجوز عقيم فبشرتها الملائكة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب. وهذا على طريقة القرآن في الاختصار والجمع في القصة الواحدة كما في قصة موسى عليه السلام وغيرها , ويدل على هذا أمران:

الأول: أنّ في سورة الذاريات كانت البشارة بالغلام ثم أقبلت سارة ,وعطف ذلك بالفاء ليفيد التعقيب مباشرة.

الثاني:أنّ الضحك في سورة هود كان حال كونها قائمة ,وذلك بعد أن أقبلت وتأكدت من سماع الخبر. هذه نظرة نتجت عن لحظة تدبر أعرضها ـمع قلة البضاعة ـ على أحبتي في هذا الملتقى المبارك بغية التصويب والتسديد. وأستغفر الله أولا وآخرا من كل ذنب وخطيئة.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2006, 07:12 م]ـ

جزاك الله خيراً يا دكتور عبدالعزيز على هذا الجمع والاستنباط الموفق. ويمكن إضافة أنها ضحكت تعجباً أيضاً من هذه البشرى، حيث إنها ستحمل وتلد مع كبر سنها وسن زوجها. بدليل الآية (يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنّ هذا لشيءٌ عجيب) فصرحت بالتعجب الذي ذكر كثير من المفسرين أنه سبب لضحكها أيضاً. والقول بأن الضحك بمعنى التعجب غريب، وإنما هو بسببه وليس به، ولستُ على يقين بعدم ورود الضحك بمعنى التعجب في لغة العرب، إلا أنه إن وجد فهو على ندرة وقلة، والغالب في معنى الضحك هو معناه المعروف الذي تفضلتم بذكره أولاً.

أضف إلى ذلك أن القول بأن الضحك بمعنى الحيض غريب ٌ أيضاً، وقد أنكره -فيما أذكر - الفراء في معانيه، وقد اعتمد من قال به معنىً للضحك في الآية على شواهد شعرية معدودة لا تجاوز الثلاثة، وهي شواهد مفردة لا تقوم بها حجة على الغالب الظاهر المشتهر في لغة العرب، ولا سيما أن حمله على معناه المعروف المشتهر في هذه الآية ونظائرها التي وردت في قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مستقيم لا إشكال فيه، فهي قد ضحكت فرحاً وتعجباً من حالها وحال زوجها، وحمل الآية على المعنى الظاهر المشتهر في لغة العرب أولى من حمله على معاني نادرة أو غير صحيحة.

وقد أجدت وأفدت فتح الله عليك وبارك فيك في جمعك بين الآيات لمعرفة المعنى الصحيح إن شاء الله للآيات.

ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[21 Sep 2006, 11:49 ص]ـ

شكر الله لك شيخنا الحبيب.ونفع بك وبعلمك وبارك لك في ذريتك وعمرك وأشهد الله على محبتك وإن لم أرك.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2006, 12:59 م]ـ

أحسن الله إليكم أخي العزيز، وتقبل منا ومنكم وأحبكم الله الذي أحببتمونا فيه.

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Sep 2006, 07:59 م]ـ

هذا الضحك من سارة يحتمل ان يكون لانها كانت مستاءة من قوم لوط وفجائعهم , واطلاعها على قرب نزول العذاب عليهم كان سببا لسرورها وضحكها.

وهناك احتمال آخر وهو ان الضحك كان نتيجة لتعجبها او حتى لاستيحاشها ايضا, لان الضحك لا يختص بالحوادث السارة بل يضحك الانسان - احيانا - من الاستياء وشدة الاستيحاش , ومن امثال العرب في هذا الصددشر الشدائد ما يضحك.

او ان الضحك كان لان الاضياف لم يتناولوا الطعام ولم تصل ايديهم اليه بالرغم من اعداده وتهياته لهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير