تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لطائف قرآنية تتعلق بعمل المرأة وخروجها من بيتها]

ـ[عويض العطوي]ــــــــ[29 Jul 2006, 09:46 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا , وحدد لنا مهمتنا في هذه الحياة , وشرع لكل جنس ما يناسبه ويصلحه , فقال سبحانه: ? وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ?للَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى? بَعْضٍ لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمَّا ?كْتَسَبُواْ وَلِلنّسَاء نَصِيبٌ مّمَّا ?كْتَسَبْنَ وَ?سْأَلُواْ ?للَّهَ مِن. فَضْلِهِ ? [النساء 32]، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير، محمد بن عبدالله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد.

فهذه وقفات مع آيات اشتملت على لطائف تخص عمل المرأة وخروجها من بيتها، أستهلها بهذا السؤال: هل لابد للمرأة من العمل خارج البيت، هل هو من الضروريات التي لاتقوم حياتها إلا بها؟

نقول إجابة على ذلك إن الذي يقتضيه العقل، وجاء به النقل أن الذي يجب عليه الكد والعناء والتعب والشقاء هو الرجل، لأن الله سبحانه قال عن أبينا آدم وحواء: ? فَقُلْنَا ي?ـئَادَمُ إِنَّ هَـ?ذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ?لْجَنَّةِ فَتَشْقَى? ? [طه 117] كانا يعيشان في نعيم في الجنة، فحذرهما ربهما من إخراج الشيطان لهما من دار النعيم إلى دار العمل والتعب (الدنيا)، فقال سبحانه: ? فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ?لْجَنَّةِ فَتَشْقَى? ?، تأملي يا مؤمنة هذه الآية بعين بصيرتك، تجدين التحديد الدقيق لمهمة كلٍ من الرجل والمرأة في هذه الدنيا، يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في طريق الهجرتين: ((انظر كيف شرك بينهما في الخروج ? يُخْرِجَنَّكُمَا?، وخص الذكر بالشقاء ? فَتَشْقَى? ?، وما قال: (فتشقيا) لاشتغاله وحده بالكسب والمعاش، والمرأة في خدرها)).

وهذا مدلول جلي من مدلولات الآية، لأن الله تعالى قال بعد ذلك: ?إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى? وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تَضْحَى? ? [طه 118/ 119] كل ذلك في الجنة، أما في الدنيا فلك يا آدم الجوع والتعب والنصب والظمأ، إذن من الذي يتعب ويعمل ويشقى وينصب؟! إنه الرجل لا المرأة، لأن الله قال: ? فَتَشْقَى? ?، وخص آدم وحده بذلك، أما المرأة فقال عنها سبحانه: ? هُوَ ?لَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ و?حِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ? [الأعراف 189] وقال سبحانه: ?وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ? [الروم 21]

وإن من أعظم آثار خروج المرأة من بيتها وتركها لمسؤولياتها اختلال نظام الأسرة وزعزعة كيان البيت بأكمله, لأن الأم المكدودة بالعمل, المرهقة بالأشغال المقيدة بمواعيدها, المستغرقة لطاقتها خارج منزلها, لا يمكن أن تهب للبيت جوه وعطره, لا يمكن أن تمنح للطفولة النابتة فيه حقها ورعايتها, لا يمكن أن ترعى للزوج مكانته ولا أن تهيئ له ما يريد من السكينة والراحة والطمأنينة والهدوء.

إن بيوت الموظفات و العاملات لا تزيد عن جو الفنادق والمطاعم, لا يشيع فيها الأرج الذي يشيع في بيت الأم القائمة بواجبها، لإن البيت ليس جدرانًا وأبوابًا, ليس أثاثًا فخمًا منظمًا, كل ذلك لا قيمة له إذا فقد روحه وعطره وأرجه, البيت دون المرأة هو اسم دون حقيقة, وأرج البيت وأنسه لا يفوح إلا أن تطلقه زوجة, وحنان البيت لا يشيع إلا أن تتولاه أم.

والمرأة أو الأم أو الزوجة التي تقضي وقتها وطاقتها الروحية في العمل والوظيفة لن تنشر في البيت غالبًا إلا الإرهاق والهموم والكلال والملال, وأزواج الموظفات يعرفون ذلك ويشعرون به, إذ لا يكادون يحسون بالزوجة إلا في أوقات الإجازات, وقد يكون بعضهم مع طول الزمن قد تعود تلك الحياة، فأصبح لا يفرق ولا يشعر بشيء مما نذكر.

ومقتضى السكنى أن تبقى المرأة في البيت، تهيئ شؤونه، وترتب أموره انصياعًا لأمر الله تعالى: ? وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ ? [الأحزاب 33]، وهذا هو الأصل، وما سواه يعد خروجا عن الأصل له أحوال تقتضيه، وأسباب تستدعيه،: وهو خطاب موجه لأمهات المؤمنين أطهر النساء وأبعدهن عن الفتنة، فكيف بغيرهن؟!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير