(ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً فاعتزلوا النساء في المحيض)
ـ[ام احمد]ــــــــ[11 Aug 2006, 12:18 م]ـ
الحكمة من تحريم معاشرة النساء أثناء المحيض كثيره ولكني ساركز على
كدر ما قبل الدورة الشهرية
(ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً فاعتزلوا النساء في المحيض) البقرة/ 222. والدراسات العلمية في هذا المجال كشفت لنا عن شيء من الأذى الذي أشارت إليه الآية الكريمة، ولكنهم لم يصلوا إلى التعرف على جميع الأذى الذي عناه النص القرآني، فالعلم في تقدم مستمر، وفي كل يوم يكتشف جديداً.
وهنا علم النفس فسر لنا كدر ما قبل الدورة الشهرية واثرة النفسي على الانثى
هذه حالة قديمة قدم وجود المرأة على الأرض، وقد وصفها أبقراط وصفاً طبياً منذ قرون عديدة ومع ذلك ما يزال هناك خلاف حول خصائصها التشخيصية، بل حول جدوى اعتبارها اضطراباً نفسياً مرضياً من الأساس، فالبعض يراها حدث شهري فسيولوجي طبيعي يحدث لغالبية النساء
والبعض الآخر يرى أنها في نسبة من النساء تؤثر في قدرتهن على العمل والإنجاز وتؤثر في نوعية حياتهن وفي أنشطتهن الاجتماعية بدرجة ترقى بها إلى مستوى المرض حتى ولو كان مرضاً دورياً يحدث لعدة أيام كل شهر.
والدورة الشهرية عموماً لها ارتباطات عميقة بالمفاهيم الثقافية والدينية، ففي بعض الشرائح كانوا يهجرون المرأة في فترة الحيض فلا يؤاكلونها ولا يشاربونها ولا يقربونها، ونظراً لهذا الموقف الموغل في الاشمئزاز من هذا الحدث نتوقع أن تعاني المرأة كثيراً في فترة حيضها حيث يشعرها المجتمع المحيط بها أنها منبوذة لأن بها شيئاً نجساً.
أما في الثقافة الإسلامية فهي حدث طبيعي جداً ولا يحرم على المرأة شيء غير أداء بعض العبادات والجماع، وفي ذلك راحة لها في تلك الفترة، ولا يوجد ما يستوجب النفور منها أو هجرها، بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعمد أن يشرب من موضع فم السيدة عائشة وهي في فترة الحيض.
وبالطبع فإن هذا الموقف المتقبل لهذا الحدث الشهري يجعله يمر بسلام ودون مشاكل نفسية، ولقد رأيت بعض الأسر حين تحيض ابنتهم لأول مرة يحتفلون بذلك على أن ابنتهم أصبحت أنثى ناضجة وقاربت أن تصبح عروساً. هذه التوجهات الإيجابية حين تسود تجعل من هذا الأمر شيئاً مقبولاً وتجعل مواجهة آثاره البيولوجية أمراً محتملاً.
ونظراً للاختلاف في تعريف " كدر ما قبل الدورة" فإن هناك اختلاف في الأبحاث حول مدى انتشاره، ولكن وجد أن040% من النساء يعانين من بعض الأعراض في حين أن حوالي 2 - 10% من النساء يحتجن لمساعدة طبية للتغلب على الأعراض التي تسبق الدورة.
ولقد لوحظ أن هناك زيادة في معدلات دخول المستشفيات والحوادث والجرائم والانتحار في فترة ما قبل الدورة، حيث تكون المرأة في حالة حساسية نفسية عالية.
وفي محاولة للتفريق بين الحالات الطبيعية والحالات التي يمكن اعتبارها مرضية فإن الدليل التشخيصي والإحصائي الأمريكي الرابع DSM V I يضع اقتراحاً للخصائص التشخيصية للحالات المرضية كالتالي:
توجد خمسة فأكثر من الأعراض التالية في غالبية الشهور في الأسبوع الأخير من الدورة في السنة الأخيرة، وهذه الأعراض تبدأ في الزوال مع نزول الدورة أو بعد نزولها بأيام قليلة:-
1 - مزاج مكتئب بشكل واضح مع إحساس باليأس وتحقير الذات.
2 - قلق واضح، توتر، احساس بأنها " مقفولة " أو "على الحافة ".
3 - تغيرات سريعة في المشاعر (سيلان المشاعر)؛ فتجدها تبكي فجأة أو تشعر بالحزن بشكل مفاجئ أو تزيد حساسيتها للرفض.
4 - غضب وسرعة استثارة دائمين وزيادة في الصراعات الشخصية (فتكثر المشاكل والمشاجرات).
5 - ضعف الاهتمام بالأنشطة المعتادة (العمل– المنزل- الصديقات- الهوايات).
6 - ضعف التركيز.
7 - خمول، سرعة تعب وانخفاض الطاقة.
8 - تغير واضح في الشهية للطعام:حيث تزيد الرغبة بشكل واضح للطعام أو لبعض أنواعه على وجه التحديد وأحياناً تقل الرغبة فيه.
9 - اضطراب النوم بالزيادة أو النقصان.
10 - إحساس بزيادة الضغوط وفقد السيطرة على الأمور.
11 - أعراض جسمانية مثل: آلام وتورم في الثدي، صداع، آلام بالمفاصل والعضلات، شعور بالانتفاخ والتورم، زيادة الوزن .. الخ.
¥