تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرة في كتاب: النبأ العظيم]

ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[23 Jul 2006, 08:55 ص]ـ

قال الدكتور محمد عبد الله دراز في كتاب: النبأ العظيم (ص/28،29) وهو يستدل على صدق الوحي:

نزل قوله تعالى: " وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " سورة البقرة. فأزعجت الصحابة إزعاجاً شديداً وداخل قلوبهم منها شيء لم يدخلها من شيء آخر لأنهم فهموا منها أنهم سيحاسبون على كل شيء حتى حركات القلوب وخطراتها فقالوا: يا رسول الله أنزلت علينا هذه الآية ولا نطيقها فقال لهم النبي أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. فجعلوا يتضرعون بهذه الدعوات حتى أنزل الله بيانها بقوله: " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها .. " إلى آخر السورة المذكورة.

وهنالك علموا أنهم إنما يحاسبون على ما يطيقون من شأن القلوب وهو ما كان من النيات المكسوبة والعزائم المستقرة لا من الخواطر والأماني الجارية على النفس بغير اختيار.

الحديث في مسلم وغيره وأشار إليه البخاري في التفسير مختصراً.

وموضع الشاهد منه أن النبي لو كان يعلم تأويلها من أول الأمر لبين لهم خطأهم ولأزال اشتباههم من فوره لأنه لم يكن ليكتم عنهم هذا العلم وهم في أشد الحاجة إليه ولم يكن ليتركهم في هذا الهلع الذي كاد يخلع قلوبهم وهو بهم رءوف رحيم. ولكنه كان مثلهم ينتظر تأويلها.ولأمر ما أخر الله عنهم هذا البيان ولأمر ما وضع حرف التراخي في قوله تعالى: " ثم إن علينا بيانه " سورة القيامة أهـ

ثم ذكر موقف الحديبية ومراجعة عمر للنبي صلى الله عليه وسلم وقال كلاماً نحو ذلك.

وقد نقل الصباغ هذا الكلام في لمحات من علوم القرآن ولم يتعقبه ولعمري لهو جدير بالتعقب إذ فيه نسبة الجهل إلى النبي وعدم فهم الخطاب انظر إلى قوله:

ولقد كان يجيئه الأمر أحياناً بالقول المجمل أو الأمر المشكل الذي لا يستبين هو ولا أصحابه تأويله حتى ينزل الله عليهم بيانه بعد. قلي ـ كذا ـ بربك أي عاقل توحي إليه نفسه كلاماً لا يفهم هو معناه وتأمره أمراً لا يعقل هو حكمته؟ أليس ذلك من الأدلة الواضحة على أنه ناقل لا قائل وأنه مأمور لا آمر أهـ.

قل لي بربك أنت أيها القاريء: ما الذي يفيده هذا الكلام غير ما ذكرت؟

ولو أنه رجع إلى الأحاديث والتزم ما فيها لما وقع فيما وقع فيه: فالأحاديث تبين أن معنى الآية هو ما فهمه الصحابة وأن الآية الثانية إنما نزلت ناسخة للأولى وعليه فقد كان معناها مخالفاً للأولى وكما علم النبي النبي صلى الله عليه وسلم معنى الثانية فقد كان على علم بالأولى وفي ذلك رد على قوله:

وموضع الشاهد منه أن النبي لو كان يعلم تأويلها من أول الأمر لبين لهم خطأهم ولأزال اشتباههم من فوره لأنه لم يكن ليكتم عنهم هذا العلم وهم في أشد الحاجة إليه ولم يكن ليتركهم في هذا الهلع الذي كاد يخلع قلوبهم وهو بهم رءوف رحيم. ولكنه كان مثلهم ينتظر تأويلها.أهـ

وهاك ما قاله البخاري:

بَاب {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

4181 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مِسْكِينٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ مَرْوَانَ الْأَصْفَرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهْوَ ابْنُ عُمَرَ أَنَّهَا قَدْ نُسِخَتْ

{وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} الْآيَةَ ....

4182 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا رَوْحٌ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ مَرْوَانَ الْأَصْفَرِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَحْسِبُهُ ابْنَ عُمَرَ {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} قَالَ نَسَخَتْهَا الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا أهـ

وقال مسلم:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير