[منهج سيد قطب في التفسير: الدراسة التفصيلية للسورة، و التفسير الموضوعي.]
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[10 Sep 2006, 01:14 ص]ـ
الدراسة التفصيلية أو التفسير التفصيلي للسورة القرآنية
القسم الأول من تفسير سورة البقرة نموذجا:
1 - المقصود بالدراسة التفصيلية أو التفسير التفصيلي هو الطريقة التي يفسر بها سيد قطب الآيات المكونة للسورة، فهو - بعد أن يفرغ من الدراسة الإجمالية للسورة - لا ينكب مباشرة- كغيره من المفسرين- على تفسير آيات السورة التي يعنى بتفسيرها، وإنما له طريقة خاصة، ومنهج خاص، يمكننا أن نوضحه في الخطوات المنهجية التالية:
أ- يعمد سيد قطب في التفسير التفصيلي إلى تقسيم السورة إلى مقاطع أو دروس مكونة لفكرة شاملة ومتكاملة، وهو يورد نص المقطع قبل مباشرة تفسيره.
ب- يحاول وضع يد القارئ على مفتاح المقطع أو الدرس بأن يطلعه على فكرة المحورية التي يعالجها، والأفكار الثانوية المكونة له، وقد يستطرد إلى مناقشة بعض القضايا العقدية أو الاجتماعية أو الأدبية، وبذلك فهو يتردد بين النزعة الأدبية الهدائية.
ت- بعد ذلك يشرع في تفسير الآيات المكونة للمقطع آية آية. فيورد نص الآية، ويعقبها بفكرتها الرئيسية ثم يحللها إلى أفكار ثانوية، ثم يعرض بعد ذلك لكل فكرة وموضوع على حدة.
ث- بعد أن يفرغ من تحليل آية من الآيات المكونة للمقطع تفصيليا - ويمكننا أن نصطلح عليه بالتفسير التشريحي- يعمل على تجميع هذا الشتات ليكون منه فكرة رئيسية متكاملة، هادفة، تكون بمثابة العبرة أو الموعظة المستخلصة أو الدرس المحصل من تفسير الآية الكريمة.
2 - القسم الأول من تفسير سورة البقرة نموذجا: ويتكون هذا القسم من ستة مقاطع، وكل مقطع يتكون من جملة بنيات، وكل بنية تتكون من عدد من العناصر. وهذا عرض مفصل لمحتويات كل مقطع من مقاطع القسم الأول من تفسير سورة البقرة:
أ- المقطع الأول:
1. سرد الآيات المكونة للمقطع، وهي من الآية الأولى إلى الآية 29، ويعتبره سيد قطب افتتاحا للسورة الكبيرة، وهو يقدم لهذا المقطع بمقدمة صغيرة يبين فيها بعض جوانب إعجاز القرآن الكريم.
تقسيم المقطع إلى بنيات وهي عبارة عن عدد من الآيات، وعدد بنياته بنيتان:
* البنية الأولى وتشغل من ص 38 إلى 46 وهي تتكون من مجموعة عناصر هي:
* حقيقة القرآن.
* صفة المتقين.
* صفة الكافرين.
* صفة المنافقين.
وسيد قطب يربط بين هذه البنية والبنية التي تتلوها، والمكونة من جملة آيات تبتدئ بقوله تعالى {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} (1). فيبين أن هذه الدعوة إلى عبادة الله موجهة إلى كل الناس ليختاروا الصورة المثلى من بين الصور الثلاث السابقة وهي صورة المتقين. وهذا يوضح انه كان على وعي بالوحدة النسقية للسورة القرآنية، وإن لم يصرح بذلك، وسنبين أنه لم يكن يسميها وحدة موضوعية ولا وحدة عضوية، وإنما سماكها وحدة متماسكة.
* البنية الثانية للمقطع الأول وهي تشغل من ص 46 إلى ص 54، وهي الاخرى تتضمن مجموعة عناصر وهي:
- الدعوة العامة إلى عبادة الله تعالى.
- تحدي منكري نبوة الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ بالإتيان بسورة واحدة مشابهة لسورة القرآن الكريم.
- مشهد الجنة، ومشهد النار.
- الحديث عن الأمثال التي يضربها الله تعالى في القرآن.
ويختم قطب المقطع بخاتمة قصيرة، يقول فيها: «وهكذا تنتهي الجولة الأولى في السورة، وكلها تركيز على الإيمان، والدعوة إلى اختيار موكب المؤمنين المتقين» (1).
وهذه الخاتمة عبارة عن خلاصة للمقطع يمكن أن يخرج بها القارئ بعد التفسير التفصيلي للسورة.
ب- المقطع الثاني:
1. سرد الآيات المكونة للمقطع وهي تبدأ من الآية 30 إلى الآية 39.
2. مقدمة المقطع: وهي تتضمن حديثا عن طبيعة وأهداف القصص القرآنية ويرد فيها على من يدعون أن هناك تكرارا في هذا القصص، وأن أحداثه ليست واقعية وإنما هي مختلفة أو معدل فيها، وأن المقصود بها مجرد المتاع الفني. ثم يتحدث عن طبيعة الأنبياء في القرآن الكريم ليخلص إلى الحديث عن السياق والجو العام الذي وردت فيه قصة آدم عليه السلام ليوضح تناسقها وتناغمها مع السياق.
¥