تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[طريقة تعامل الصحابة مع القرآن و السنة]

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Sep 2006, 12:53 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين

(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ـ البقرة:32 ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أما بعد، فإن القرآن الكريم هو رسالة الله تعالى للبشرية كافة، و من ثم فلا يمكن تحقيق التواصل مع الله تعالى ما لم نفقه مضمون هذه الرسالة، يقول الحق سبحانه: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).فالرسالة ما لم نعرف مضمونها لا يمكن الوفاء بالتزاماتها، فما لم نفسر القرآن الكريم بأن نقف على معانيه و مراداته، لا يمكننا أن نتمثل تعاليمه السمحة في حياتنا العملية. وعليه فإننا نرى أن تفسير القرآن الكريم ضرورة تلجئنا إليها معرفة حكم الله تعالى في الواقع المعيش على مستوى الفرد و الأسرة و الدولة والدول في حال السلم و الحرب. وكونه من الفروض الكفائية لا يعفينا من معرفة ما لا يمكن أن تستقيم به دنيا نا و لا بما تصلح به آخرتنا. ومعلوم أنه كلما صحت العزائم و خلصت النوايا، واستمد العون على الفتح و الفهم من الفتاح العليم، كلما نشطت النفوس لتحصيل هذا العلم الشريف، و كلما طبقنا ما عرفنا منه في حياتنا العملية كلما فتح الله لنا آفاقا جديدة من الفهم و التفقه: (من عمل بما علم و رثه الله ما لم يعلم) ذلكم هو علم الموهبة، يمنحه الله من يشاء من عباده الصالحين المخلصين، فهناك العلم و نور العلم، و ما يغير الله به الأحوال هو نور العلم. ولنستحضر دائما قوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:282)

و مدخل المنهج الصحيح للتعامل مع القرآن الكريم هو طريقة الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ والمتمثلة في النقط الثلاث التالية:

1 - لا يعارض أحدهم القرآن و صحيح السنة بمعقوله، و لا بذوقه ووجده و مكاشفته، و إنما يجعلون القرآن أميرا يقتدى و يتبع على كل حال.

2 - لا يؤسس أحدهم دينا غير ماجاء به الرسول، فقد كانوا رضي الله عنهم و أرضاهم معتصمين بالقرآن و السنة، ليست لهم آراء و مواقف مسبقة، و لامذاهب يؤمنون بها ثم يأتون إلى القرآن ليستمدوا منه الشرعية لهذه الآراء و المذاهب و المواقف.فمنهجهم في التعامل مع القرآن الكريم كان منهجا علميا يعتمد المنهج الاستنباطي فهم يقرؤون القرآن و السنة و يحاولون فهمهما من الدخيل فلا يفرضون عليهما لا المنهج و لا التصور.و لا يعتمدون المنهج الإسقاطي بحيث يقرؤون أفكارهم و معتقداتهم و أذواقهم و مواجدهم في القرآن الكريم، و هو المنهج المعروف في مناهج تحليل الخطاب بأنه منهج غير علمي. و سبحان الله المغرضون عندما يتعاملون مع القرآن الكريم يصبح المنهج الإسقاطي هو المنهج العلمي، و عندما يتعاملون مع باقي النصوص يتبنون المنهج الاستنباطي باعتباره هو المنهج العلمي، ومن ثم تتضح ازدواجية المعايير، ومبدأ الكيل بمكيالين.

3 - كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا أراد أحدهم معرفة شيء من الدين أو الكلام فيه نظر في ما قاله الله تعالى و رسوله الكريم، فكانوا رضوان الله عليهم من القرآن و السنة يتعلمون، و بهما يتكلمون، و بهما يستدلون، وفيهما ينظرون و يتفكرون.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير