نَظَرَاتٌ فِي تَحْقِيقِ د. الخراط لكتاب (الدُّر المَصون في عُلومِ الكِتابِ المَكنونِ)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jun 2006, 01:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث علمي أعطانيه أخي الكريم الدكتور أبو مجاهد العبيدي أيام الاختبارات الماضية قبل أكثر من أسبوعين، ولا أدري كيف حصل عليه، ولعله أخذه من الدكتور الباحث الذي يعمل في كلية اللغة العربية بجامعة الملك خالد وفقه الله. فإلى البحث وشكر الله لأخي أبي مجاهد هذا البحث القيم.
[ line]
نَظَرَاتٌ فِي تَحْقِيقِ
(الدُّر المَصون في عُلومِ الكِتابِ المَكنونِ)
للسَّمينِ الحَلَبيِّ
للدكتور / أحمد مُحمَّد الخرَّاط
للدكتور
مُحَمَّد حُسَيْن عَبْد العَزِيزِ المَحْرَصَاوِي
مستل من مجلة
كلية اللغة العربية بالقاهرة
العدد الثالث والعشرون
1426هـ 2005م
رقم الإيداع (2836) لسنة (2005م)
مطبعة عباد الرحمن
المقدمة
الحمدُ لله الذي فضَّلنا باللسانِ العربيِّ والنبيِّ الأُمِّيِّ الذي آتاه اللهُ جوامعَ الكَلِمِ، وأرسله إلى جميعِ الأُمَمِ، بشيرًا ونذيرًا وسِراجًا مُنيرًا، فدمغ به سلطانَ الجهالةِ، وأخمد به نيرانَ الضلالةِ حتى آض الباطلُ مقموعًا، والجهلُ والعَمَى مردوعًا، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه والتابعينَ ومَنْ سلَكَ طريقَه إلى يومِ الدينِ.
وبعدُ ...
فإنَّ النقدَ فنٌّ صعبٌ وطويلٌ سُلَّمُه، إذا ارتقى فيه مَنْ لا يعلمُه زلَّتْ به إلى الحضيضِ قدمُه.
قال أحدُ النقادِ: «للنقدِ على العلمِ فضلٌ يُذكرُ، ومِنَّةٌ لا تُنكرُ، فهو الذي يجلو حقائقَه، ويُميطُ عنه شوائبَه، بل هو روحُه التي تنميه، وتدني قطوفَه مِنْ يَدِ مجتنيه، وإذا أُبيح النقدُ في أمة واستحبَّه أبناؤها، وعُرضت عليه آثارُ كُتَّابِها، كان ذلك قائدًا لها إلى بحابح المدنية , وآيةً على حياة العلم فيها، الحياة الطيبة التي تتبعها حياة الاجتماع وسائر مقومات الحضارة والعمران.
وقد بدأ مؤلفو العربية وكتابُها يشعرون بفوائدِ النقد وما يعود عليهم من ثمراته الشهية، فأخذوا يعرضون آثارهم على النقّاد، ويطلبون منهم تمحيصَها وبيانَ صحيحِها مِنْ فاسدها» ([1]).
والأمرُ ـ كما قال الأستاذ / إبراهيم القطان ـ أنَّ: «النقدَ موضوعٌ شائكٌ، ومرتقًى صعبٌ، ولكنه مهمٌّ جدًّا وضروريٌّ؛ لأنَّه بحثٌ عن الحقيقةِ، وردّ الأمورِ إلى نصابِها، ولكنَّ قولَ الحقِّ في غالبِ الأحيان لا يُرضي، ومتى أرضتِ الحقيقةُ جميعَ الناسِ؟ والنقدُ الهادفُ البنَّاءُ الذي يُثيرُ الحقَّ والخيرَ شيءٌ عظيمٌ، وخدمةٌ جلى للمجتمعِ ... » ([2]).
يقولُ الدكتور / عبد المجيد دياب: «ومِن الغريب حقًّا أنْ يدَّعيَ (سنيوبوس) أنَّ نقدَ التحقيقِ أسلوبٌ حديثٌ في البحث، وأنَّ الشرقيين وأهلَ العصورِ الوسطى لم يفطنوا إليه، ولم يستخدموه.
ولا ريبَ أنَّه كان يجهلُ ما قدَّمه دارسو الحديثِ مِنْ خِدماتٍ في النقدِ الخارجي (التحقيق)، وما وضحه ابنُ خلدون مِن ضرورةِ هذا النقدِ» ([3]).
إنَّ النقدَ فنٌّ عربيٌّ أصيلٌ موجودٌ عند علمائنا القدامى، فكان منهم مَنْ ينقدُ، ومنهم مَنْ يردُّ النقدَ وينتصِرُ للمنقودِ، ومنهم مَنْ يستدركُ، ومنهم مَنْ يُخَطِّئ:
فها هو ذا المبردُ ينقدُ سيبويه في كتابِه: (مسائل الغلط).
وابن ولاد يردُّ على المبرد في كتابِه: (الانتصار لسيبويه على المبرد).
والزبيدي يؤلفُ كتابَه: (الاستدراك على سيبويه في كتاب الأبنية).
والسيرافي يؤلفُ كتابَه: (فوائت كتاب سيبويه مِنْ أبنية كلام العرب).
والفارسي يؤلفُ كتابَه: (الأغفال فيما أغفله الزجاج في المعاني).
وعلي بن حمزة البصري يؤلفُ كتابَه: (التنبيهات على أغاليط الرواة).
والأسود الغندجاني يؤلفُ عدةَ كتبٍ في مجالِ النقدِ، منها:
(إصلاح ما غلط فيه أبو عبد الله النمري في معاني أبيات الحماسة).
(ضالة الأديب في الرد على ابن الأعرابي في النوادر التي رواها عن ثعلب).
(فرحة الأديب في الرد على ابن السيرافي في شرح أبيات سيبويه).
(قيد الأوابد في الرد على ابن السيرافي في شرح أبيات إصلاح المنطق).
(نزهة الأديب في الرد على أبي علي الفارسي في التذكرة).
¥