تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وقفات قرآنية .. نصرة لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ..]

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Sep 2006, 12:31 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المتقين وسيد ولد آدم أجمعين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ...

أما بعد ..

فلقد انتفض العالم كله شرقيه وغربيه، أقصاه وأدناه، أفراده ومؤسساته وهيئاته، احمرت الآماق وسدتِ الآفاق، وارتفعت الهتافات تشدو حباً وتعظيماً، وإجلالاً وتقديراً وانتصاراً، سار الناس أودية بشرية ترفرف عليهم أعلام الانتصار، لسيد ولد آدم، إمام الأولين والآخرين، أعظم الأنبياء، وسيد المرسلين، الإمام القدوة، والرسول الأسوة، صاحب الحوض المورود واللواء المعقود، العاقب الحاشر المقفي، صاحب الخلق العظيم والمقام الرفيع ..

انبرى العالم كله مدافعاً هاتفاً: (إلا رسول الله):

مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم = أسوارَ مجدك فالدنو لِمامُ

يا ملء روحي وهج حبك في دمي = قبس يضيء سريرتي وزمامُ

أنت الحبيب وأنت من أروى لنا = حتى أضاء قلوبَنا الإسلامُ

حوربت لم تخضع ولم تخشَ العِدى = من يحمه الرحمن كيف يُضامُ

رفع الله ذكره بين العالمين قال جلا وعلا: (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك) ..

لقد رفع الله ذكره في العالمين .. فانتفض الملايين تصديقاً لهذا الشرف العظيم ..

إن أعظم سيرة هي سيرته، وأعظمَ تاريخ هو تاريخه، طالعوا سلمه وحربه، أمنه وخوفه، غناه وفقره، سروره وغضبه ..

صفحة بيضاءُ نقية، وسيرة أخّاذةٌ زكية، صلى الله عليه وسلم.

من نبع هديك تُستقى الأنوار = وإلى ضيائك تنتمي الأقمارُ

ربُّ العباد حباك أعظم نعمةٍ = دينا يعز بعزه الأخيارُ

حُفظت بك الأخلاق بعد ضياعها = وتسامقت في روضها الأشجار

لو أطلق الكون الفسيح لسانَه = لَسَرَتْ إليك بمدحه الأشعارُ

لو قيل من خير العباد لرددتْ = أصوات من سمعوا هو المختارُ

ما أنت إلا الشمس يملأُ نورُها = آفاقَنا مهما أثير غبارُ

إن الرسول صلى الله عليه وسلم نورٌ ملأ الأرض نوراً، وضياءٌ عمَّ الناسَ ضياءً، وصفه ربه فأحسن وصفَه:

من أنْفَسِ الناس، رؤوف رحيم، رفيق بالمؤمنين: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).

جم التواضع: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي) [الأنعام: 50].

رحيم القلب لطيف المعاملة: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).

وعده ربه بالرضا: (ولسوف يعطيك ربك فترضى).

وجعله أمنة للأمة من العذاب: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) [الأنفال: 33].

نصره الله بالرعب: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين) [آل عمران: 151].

ونصره بالريح: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً) [الأحزاب: 9].

لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم هداية للناس بعثه الله جل وعلا لإنقاذ البشرية وإخراجهم من الظلمات إلى النور ..

كان الناس في ظلام دامس وضلال بعيد، أصنام تعبد، وأوثان تقدس، قطع للأرحام، وإساءة للجار، ووأد للبنات، وظلم للزوجات، وعقوق للآباء والأمهات، حروب طاحنة، وزعامات طاغية، وخرافات سائدة، وأديان محرفة ..

اختاره الله تعالى خياراً من خيار من خيار .. نسبه أفضل النسب قرشي من بني عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، واختار له أفضل النساء وأزكاهن عند الله، واختار له خير الصحب والآل، وأفضل الأمكنة وأرفعها عنده جل وعلا ..

لقد أذن الله للبشرية أن ترى النور ببعثته صلى الله عليه وسلم:

ولد الهدى فالكائنات ضياءُ = وفم الزمان تبسم وثناءُ

الروح والملأ الملائك حوله = للدين والدنيا به بشراء

يا من له الأخلاق ما تهوى العلا = منها وما يتعشق الكبراء

زانتك في الخُلقِ العظيم شمائل = يُغرى بهن ويولع الكرماء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير