[الألغاز في علم القرآن]
ـ[أم صهيب]ــــــــ[11 Aug 2006, 09:07 م]ـ
السلام عليكم
المشايخ الأفاضل والأخوة الكرام
هل اعتنى علماء التفسير وعلوم القرآن بالتصنيف في الألغاز كما اعتنى علماء الفقه والنحو؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Sep 2006, 05:31 ص]ـ
منذ طرح هذا السؤال ترددت في الجواب بـ لا؛ لأن عدم العلم لا يعني العلم بالعدم، ولكني الذي أقوله: إنني بحسب اطلاعي وجدت كتباً كثيرة في الألغاز والمعاياة في الفقه واللغة، ولم أطلع على نظائر لها في علوم القرآن أو التفسير، وقد يكون هناك كتب في هذا إلا أنها لم تطبع أو لم تنتشر كغيرها. ولعل المانع هو هيبة القرآن وقدسيته عن المعاياة والإلغاز في مسائله وعلومه والله أعلم.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:54 ص]ـ
القرآن نزل بلسان عربي مبين، واضح المعنى مفهوم الدلالة، خاطب الله به الناس جميعاً، ولو احتوى على الألغاز لتعذر فهمه على الكثير من الناس، بل لو احتوى على ألغاز لتخذ أهل الجاهلية ذلك ذريعة في عدم الاستجابة.
ـ[أم صهيب]ــــــــ[03 Oct 2006, 11:11 م]ـ
من خلال القراءة والإطلاع ظهر لي أن التأليف في الألغاز في علوم القرآن أقل من غيره
ومما وجدته في ذلك:
في مقدمة تحقيق كتاب درر الغواص لابن فرحون ذكر المحقق هذين الكتابين:
ألغاز شمس الدين محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشهير بابن الجزري شيخ قراء زمانه ت 833 هـ ومنظومته الهمزية شرحها هو سماه (العقد الثمين) كشف الظنون (1/ 150) وهو كتاب ألغاز في القراءات
وكذلك كتاب: الألغاز العلائية، لعلاء الدين بن ناصر الدين الطرابلسي (5). نظم فيها المؤلف أسئلة تتعلق ببعض المشكلات والألغاز في القراءات العشر وعدة أبياتها مائة وستة عشرون بيتاً خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي (3/ 186)
ووجدت بعض الألغاز المنثورة في كتب العلماء كالبرهان للزركشي (1/ 164) قال: أي شيء إذا عددته زاد على المائة، وإذا عددت نصفه كان دون العشرين؟
جوابه: سور القرآن حيث يبلغ عددها 114 سورة
وكذلك نقل ابن البنا في إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر عن ابن السمين عند قوله تعالى (وأكن من الصالحين) (2/ 540،541) قوله: ويلغز بهذا فيقال مع نية صالحة أين أتى صرف أظهره أبو عمرو، وأدغمه الباقون؟
وجوابه: في قوله تعالى: (وأكن من الصالحين) والحرف هو الواو، حيث أظهر أبو عمرو الواو بعد الكاف، ونصب النون عطفاً على (فأصدق) المنصوب بأن بعد جواب التمني، وهو لولا أخرتني والباقون بحذف الواو لالتقاء الساكنين، وبجزم النون، قال الزمخشري–رحمه الله- عطفاً على محل (فأصدق)، كأنه قيل: إن أخرتني أصدق وأكن
وقال الإمام الثعالبي _ رحمه الله _ عند تفسير سورة الأنعام (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ /504): قال عند تعليقه على الآية (وهذا هو طريق اللغز الذي برىء القرآن منه)
وقال أبو حيان _ رحمه الله _ في البحر المحيط (11/ 7): (وإنما هذا من باب اللغز المنزه عنه كلام الله تعالى)
قال ابن الأثير _ رحمه الله _ في المثل السائر (2/ 231): (وقد ورد من الألغاز شيء في كلام العرب المنثور غير انه قليل بالنسبة إلى ما ورد في أشعارها، وقد تأملت القرآن الكريم، فلم أجد فيه شيئاً منها، ولا ينبغي أن يتضمن منها شيئاً، لأنه لا يستنبط بالحدس والحرز كما تستنبط الألغاز)