[دروس في اصول التفسير]
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[25 Sep 2006, 03:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمنه الله وبكاته أمابعد:
أخواني نبارك لكم بالشهر الفضيل ونسأل الله لنا ولكم القبول فهذه دروس في أصول التفسير حيث سأقوم بانزال درس في كل يوم وإليكم الموضوع الأول:
الدرس الأول
تعريف أصول التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد:
سنأخذ شرحاً لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية المعنونة بمقدمة في أصول التفسير.
ولكن قبل هذه المقدمة سنأخذ موضوعات تتعلق بأصول التفسير وتشمل هذه الموضوعات أو
المقدمة التعريفية، التعريف بالمراد بأصول التفسير، وموضوعات هذا العلم، وأهمية هذا
العلم وثمرته، وكذلك المؤلفات فيه، وسنتحدث -إن شاء الله- في المؤلفات عن هذا
المؤلف الذي سيكون -إن شاء الله- الشرح عليه.
هذه المقدمة التعريفية قد تستغرق عندنا -إن شاء الله- لقاءين بإذن الله، نأخذ فيها
مجمل المعلومات المرتبطة بهذه القضايا الأربعة.
أولاً: نبتدئ بتعريف الأصول: عادة إذا كان المصطلح الذي يكون مركباً ويفككونه إلى
مفردات، ثم يرتبونها بعد ذلك؛ فيبينون معنى أصول، ثم يبينون معنى التفسير ثم يبينون
بعد ذلك معنى أصول التفسير.
فنبتدئ أولاً بتعريف الأصول: وكما هو معلوم أن الأصول جمع أصل، فلو رجعنا إلى كتب
اللغة لتعريف الأصل سنجد أن عبارات اللغويين تدور على معنى أسفل الشيء أو أساس
الشيء، يعني الأصل: هو أسفل الشيء أو أساس الشيء. وقد ورد في القرآن الكريم آيات
ذكر فيها مدلول هذه اللفظة، التي هي الأصل، فما أدري إذا أحد من الإخوة ممكن يعطينا
بعض الآيات في ذلك. نعم يا أخي الكريم.
? أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ? [إبراهيم: 24].
نعم قوله -سبحانه وتعالى-: ? أَصْلُهَا ? لو بدأنا الآية ...
?ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ
وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ?.
نعم ? كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ ? أي: في الأرض، ? وَفَرْعُهَا فِي
السَّمَاءِ ? ففارق بين الأصل والفرع.
كذلك عندنا آية أخرى؟
? أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا ? [الحشر: 5].
أي هذا في النخل، لما أحرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- نخل يهود بني النضير، فكذلك
أيضاً هذه النخل كذلك قائمة على أصولها، أي أن ما زالت أصولها قائمة ولكنهم قطعوا
أعلى الشجرة أو أعلى النخلة.
عندنا في أيضاً في ما يتعلق بتعريف الأصول من جهة اللغة: عندنا أيضاً كلمتان
مقاربتان لمعنى الأصل وهما: كلمة "الأساس" وكلمة "القاعدة".
اللفظ الأول: "الأساس" وقد قال عنه "ابن فارس" في كتابه "مقاييس اللغة": الهمزة
والسين أي "أس" يدل على الأصل والشيء الوطيد الثابت.
كذلك أيضاً ورد عندنا في القرآن في مادة "الأس" آية، من يذكر لنا في مادة "الأس"؟
نعم.
? أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ? [التوبة: 109].
نعم، هذا يرجع إلى مادة "الأس".
وأيضاً منه قول الشاعر:
وأس ماجد ثابت وطيد ... مال السماء فرعه المديد
فإذاً المقصد من ذلك أننا لو نظرنا إلى معنى الأصل ومعنى الأس سنجد بينهما تقارب.
اللفظة الثالثة عندنا: "القاعدة". وهذه المادة أيضاً إذا رجعنا إلى مثل كتاب "ابن
فارس" سنجد أنها تدل على ثبوت الشيء على الشيء. ومنه قواعد البيت، وهي أُسسه التي
يُبنى عليها، يعني يرفع البناء على القواعد.
أيضاً ورد عندنا في القرآن في هذه المادة التي هي من مادة القواعد آيات بهذا
المعنى، الذي هو أسس يرفع عليها البناء، فإذا فيه أحد من الإخوة. نعم.
? وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ?
[البقرة: 127].
نعم، معروف طبعاً قصة إبراز هذه القواعد لإبراهيم -عليه السلام- وأنها كانت ثابتة
في الأرض ورفع عليها بناء الكعبة.
هذه المادة أيضاً مادة "القاعدة" لو تأملنا أيضاً كتب اللغة سنجد أن مادة "قعد"
أغلبها جاء في ما يقابل القيام، نقول: "قام وقعد"، ولو تأملنا أيضاً إذا قلنا: "قعد
الرجل" فهي مشتقة من الأصل الأول المذكور، وقد ورد في القرآن من هذا المعنى آيات
¥