تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولقد أنكأت ببعض عباراتك جرحاً غائراً في القلب وهي عبارة (ممن رضع من هذه الحضارة الغربية) فأولئك في حقيقة الأمر هم العدو, كفانا الله شرهم , وليتهم رضعوا من تلك الحضارة رضاعة طبيعيةً كسائر أبنائها بل لم تَجُد لهم إلا باللبن المغشوش , لتنبت منه تلك العقول السطحية والرؤى المهترئة الهشة, وصدق القائل حين قال:

أشكو إلى الرحمن من ... علق يقيم على جراحي

من جلدتي لكن عليَّ ... أشد من وقع الرماح

فهم الجسر الذي يعبر به أعدائنا إلى عقول شبابنا وفتياتنا , ليقين الأعداء أن محيط المُثل والأخلاق الإسلامية لا يمكن أن يُعْبَر ويُشقَّ إلا على ظهورهم , ويزخرفون ذلك باسم الحرية والانفتاح.

ولا أدل على أن أولئك هم أول وأولى عدو بالمواجهة من وقوفهم في وجه كل ما يرون فيه رقيا بأخلاق واهتمامات ناشئة الأمة , ووصفهم لذلك بالجمود والتخلف والرجعية -زعموا- ليرسخوا في أذهانهم أن التقدم هو في متابعة الغرب والسير على خطاهم ولو إلى جحر ضب أو غيره ..

وما أثار العدو بلبلة أإو كال تهمة للمسلمين إلا رددها القوم خلفه لكن بصوت أعلى ..

ولستُ أدري كيف ارتضى أولئك بقصر إعجابهم وطاعتهم للمغفلين فقط من الغربيين , فشهادات بنيه وعقلائه ومفكريه المنصفين , تنبئنا مع إشراقة كل نهار عن استيائهم المتزايد النامي تجاه تنكبهم لهدي الله وشريعته التي لم ولن تصلح أحوال البشر إلا بارتضائها منهجا ونبراسا وحكما في كل صغير وكبير ودقيق وجليل ..

وما دمتم يا شيخنا تدعون إلى الاستعداد لأخذ زمام الإمامة والزعامة فلابد من السعي الدؤوب لتحصين الأبناء والبنات من تأثير تلك السموم التي (يتقيؤها) القوم عبر إعلام العالم الذي يحارب في مجمله الفضيلة والحياء -إلا من رحم الله -.

ثم بتبيان عثرات الغرب التي جناها عليه ما يسمونه عبثاً (التقدم والرقي) لتكفر ناشئة الأمة بدعايات المغلَّفين الداعين له من أبناء المسلمين.

وحينها سنرى جيلاً عاقلا متبصراً بمتارك ومآخذ الحياة ويميز الخبيث من الطيب بحيث لا تنطلي عليه تلك الثقافات الفتاكة التي يرادُ لها أن تستقرَّ في عالمنا وبيوتنا وتعليمنا وجميع شؤون حياتنا لنصبح صورة مستنسخة للغرب , ولكن يقيننا بوعد الله (والله متم نوره ولو كره الكافرون) سيظل حاديا لكل داعية وعلم ومربٍّ ووالد ووالدة على طريق الرقي بالعقل الإسلامي وتحصينه.

أما أحوالهم مع فلسطين المحتلة ولبنان وغيرها فموقفهم المخزي تبعا للغرب - لأن الفرع له حكم الأصل - هو موقف لم يخف على ذي لبٍّ , فقد جمدت في تلك البقاع من الأرض نداءات حقوق الإنسان , وخرست أفواه المطبلين لعدالة الغرب , وليتهم توقفوا عند ذلك الحد وصمتوا, بل سارعوا إلى تبرير الاعتداء الصهيوني والاحتلال لبلاد المسلمين في فلسطين ولبنان ووصفهم لمن يدافع عن الأقصى بالإرهاب والدموية والوحشية , ومن يقتل بالجملة, ويأسر , ويغصب , ويفجر ويدمر , ويشتت ويهجر ,هو المظلوم الذي له حق الدفاع عن النفس, وهو المخلص من أنظمة الظلم والطغيان , وما علموا أنهم بعد مجازرهم في العراق سيسمعون من يقول يوما ما (رحم الله الحجاج ما أعدله).

ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[23 Jul 2006, 07:28 ص]ـ

االلهم ارفع عن المسلمين ما نزل بهم من البلاء , وأجعل الدائرة لهم.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[23 Jul 2006, 11:36 ص]ـ

يقول ربنا تبارك وتعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)

وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي، فقد روى مسلم بسنده عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: (({وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي)).

جزاكم الله خيرا ...

وهذا دلالة على صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

ـ[مصطفى علي]ــــــــ[24 Jul 2006, 02:24 ص]ـ

مات العز بن عبد السلام ولم يقف عز بعده

فهذا هو المكمن

وبدون العز فالمسلسل مستمر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير