ثم إن كلا منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات، كقول القائل: السابق الذي يصلي في أول الوقت. والمقتصد الذي يصلي في أثنائه. والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار، أو يقول: السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة، فإنه ذكر المحسن بالصدقة، والظالم بأكل الربا والعادل بالبيع ... ".
وهذا ليس اختلافا حقيقيا بل هو من قبيل ذكر أنواع متعددة لجنس واحد.
3 - ما يكون من قبيل المشترك اللفظي، أو ما كان متواطئا في الأصل وأريد به أحد النوعين، وما كان ذلك شأنه فقد تحمل عليه أقوال السلف كلها، وقد تحمل: " ومن الأقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة، فإن الترادف في اللغة قليل، وأما في ألفاظ القرآن فإما نادر وإما معدوم، وقل أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه، بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من أسباب إعجاز القرآن، فإذا قال القائل: {يوم تمور السماء مورا}: إن المور هو الحركة كان تقريبا، إذ المور حركة خفيفة سريعة، وكذلك إذا قال: الوحي الإعلام، أو قيل: أوحينا إليك انزلنا إليك، أو قيل: {وقضينا إلى بني إسرائيل} أي أعلنا وأمثال ذلك، فهذا كله تقريب لا تحقيق".
4 - معرفة أسباب النزول: فقد يذكر كل واحد من السلف سببا لنزول الآية أو السورة غير ما يذكره الآخر، وكلاهما صادق فيما أخبر به، إذ قد تكون نزلت عقب تلك الأحداث كلها فاعتقد كل واحد منهم أنها نزلت في حادثة معينة، أو قد تكون نزلت مرتين أو أكثر لأسباب مختلفة: " ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب، وإذ ذكر أحدهم لها سببا نزلت لأجله، وذكر الآخر سببا فقد يمكن صدقهما بأن تكون نزلت عقب تلك الأسباب، أوتكون نزلت مرتين، مرة لهذا السبب، ومرة لهذا السبب".
أما بالنسبة لاختلاف السلف في الأحكام فقد بين ـ أي ابن تيمية ـ أن اختلافهم ذلك لم يكن عن قصد ولا عن تعنت وحب ظهور، ولا عن إعراض عن كتاب الله وسنة نبيه، بل هو راجع إلى أمور خارجة عن إرادتهم، ولا دخل لهم فيها إطلاقا، وقد يمكن رد اختلاف السلف في الأحكام إلى أربعة أسباب:
أ- خفاء الدليل.
ب- عدم سماع الدليل.
ح- الغلط في فهم النص.
د- اعتقاد معارض راجح.
وقد عبر ابن تيمية عن ذلك بقوله: " والاختلاف قد يكون لخفاء الدليل، أو الذهول عنه، وقد يكون لعدم سماعه، وقد يكون الغلط في فهم النص، وقد يكون اعتقاد معارض راجح".
وأما السيوطي فقد تحدث في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" عن أوجه اختلاف السلف في التفسير وأوضح أنه اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، واستشهد بكثير من الأمثلة الدالة على ذلك مما يجعلنا في غنى عن سردها هاهنا.
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[07 Aug 2006, 03:01 م]ـ
ذكر ابن جزي رحمه الله في مقدمة تفسيره التسهيل 12 سببا من أسباب اختلاف المفسرين
وتطرق شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمتة إلى شيء من ذلك.وكذا السيوطي في الإتقان والزركشي في البرهان.
وللشيخ سعود بن عبدالله الفنيسان وفقه الله رسالة علمية نال بها درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره.
وللدكتور الشايع وفقه الله بحث مطبوع بعنوان أسباب اختلاف المفسرين
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 Sep 2006, 02:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم الإشارات و الإضافات القيمة و المفيدة، و إلى مزيد من التواصل الفعال خدمة لهذا العلم الشريف.
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[18 Sep 2006, 08:32 م]ـ
جهد تشكر عليه ...
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 Sep 2006, 10:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
وبعد، فإني أحمد الله إليكم على كل حال. إن هو إلا جهد المقل.
مع الشكر و التقدير لفضيلتكم.
و نسأل الله التوفيق و السداد و حسن الخاتمة.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[19 Sep 2006, 12:10 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال صغير و خفيف
لكنه ذو فائدة عظيمة
بارك الله فيك يا أخي الحبيب
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Sep 2006, 09:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لكم تعليقكم اللطيف.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته