تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

24. قال سيد قطب: (والقرآن يحذر من مجرد مقاربة الزنا. وهي مبالغة في التحرز. لأن الزنا تدفع إليه شهوة عنيفة، فالتحرز من المقاربة أضمن. فعند المقاربة من أسبابه لا يكون هناك ضمان. ومن ثم يأخذ الإسلام الطريق على أسبابه الدافعة، توقياً للوقوع فيه. . يكره الاختلاط في غير ضرورة.)

25. وقال سيد قطب أيضاً: (فلا يقل أحد غير ما قال الله. لا يقل أحد إن الاختلاط، وإزالة الحجب، والترخص في الحديث واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب، وأعف للضمائر، وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة، وعلى إشعار الجنسين بالأدب وترقيق المشاعر والسلوك. . إلى آخر ما يقوله نفر من خلق الله الضعاف المهازيل الجهال المحجوبين. لا يقل أحد شيئاً من هذا والله يقول: {وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}. . يقول هذا عن نساء النبي الطاهرات. أمهات المؤمنين. وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق! وحين يقول الله قولاً ويقول خلق من خلقه قولاً. فالقول لله سبحانه وكل قول آخر هراء، لا يردده إلا من يجرؤ على القول بأن العبيد الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد! والواقع العملي الملموس يهتف بصدق الله، وكذب المدعين غير ما يقوله الله.)

26. وقال سيد طنطاوي في تفسيره (الوسيط): (اختلاط الرجال بالنساء. كثيرا ما يؤدى إلى الوقوع فى الفاحشة وذلك لأن ميل الرجل إلى المرأة وميل المرأة إلى الرجل أمر طبيعى، وما بالذات لا يتغير. ووجود يوسف - عليه السلام - مع امرأة العزيز تحت سقف واحد فى سن كانت هى فيه مكتملة الأنوثة، وكان هو فيها فتى شابا جميلا. . أدى إلى فتنتها به، وإلى أن تقول له فى نهاية الأمر بعد إغراءات شتى له منها: {هَيْتَ لَكَ}.ولا شك أن من الأسباب الأساسية التى جعلتها تقول هذا القول العجيب وجودهما لفترة طويلة تحت سقف واحد.لذا حرم الإِسلام تحريما قاطعا الخلوة بالأجنبية، سدا لباب الوقوع فى الفتن، ومنعا من تهيئة الوسائل للوقوع فى الفاحشة.ومن الأحاديث التى وردت فى ذلك ما رواه الشيخان عن عقبة بن عامر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار، أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت " والحمو هو قريب الزوج كأخيه وابن عمه. وسئلت امرأة انحرفت عن طريق العفاف، لماذا كان منك ذلك فقالت: قرب الوساد، وطول السواد.أى: حملنى على ذلك قربى ممن أحبه وكثرة محادثتى له!)

27. وقال عبد المجيد سليم من علماء الأزهر: (هذا وقد ذكر العلامة ابن القيم فى كتابه الطرق الحكمية فى السياسة الشرعية فصلا بين فيه أنه يجب على أولى الأمر أن يمنع اختلاط الرجال بالنساء فى الأسواق ومجامع الرجال.وذكر فيه أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر.)

28. وقال الشيخ عطية صقر من علماء الأزهر: (وأما كون الرأى وهو عدم اختلاط الرجال بالنساء إلا فى أضيق الحدود، مقبولا فإن الواقع يشهد له، والأدلة فى القرآن والسنة بعمومها تؤيده)

29. وقال سيد سابق في فقه السنة: (اعلان الزواج يستحسن شرعا إعلان الزواج، ليخرج بذلك عن نكاح السر المنهي عنه، وإظهارا للفرح بما أحل الله من الطيبات. وإن ذلك عمل حقيق بأن يشتهر، ليعلمه الخاص والعام، والقريب والبعيد، وليكون دعاية تشجع الذين يؤثرون العزوبة على الزواج، فتروج سوق الزواج. والاعلان يكون بما جرت به العادة، ودرج عليه عرف كل جماعة، بشرط ألا يصحبه محظور نهى الشارع عنه كشرب الخمر، أو اختلاط الرجال بالنساء، ونحو ذلك.)

30. قال الشيخ محمد جميل زينو: (من المنكرات العامة: الاستماع إلى الموسيقى أو الأغاني الخليعة، واختلاط الرجال بالنساء من غير المحارم، ولو من الأقارب كابن العم والخالة وأخ الزوج وغيره)

وبعدُ:

فهذا كلام علماء الشريعة العالمين بمقاصدها، فهل بعد هذا يقول أحد إن المنع من الاختلاط تشدد أو تنطع أو تضييق!؟

هذا ما تيسر جمعه وأسأل الله أن ينفع به، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه، وأن يجعلنا ممن إذا دعوا إلى الخير أجابوا، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


بكالوريس شريعة
جامعة الإمام-الرياض
تمهيدي ماجستير فقه مقارن بالمعهد العالي للقضاء - الرياض

ـ[سامي السلفي]ــــــــ[20 Aug 2006, 07:40 ص]ـ
طيب بارك الله فيكم ما حد الاختلاط المحرم والغير محرم؟؟

سؤال جدا مهم عند تطبيق المسألة

ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[20 Aug 2006, 03:33 م]ـ
أخي سامي السلفي!

إذا كان فينا غيرة وفي نسائنا حياء فلن نحتاج إلى أن نسأل عن حدود الاختلاط. لأن المرأة الحيية تبتعد عن الرجال بفطرتها، والرجل الغيور يفصل بين الرجال والنساء بفطرته.

لكن للحاجة أحكام، فشراء المرأة ومساومتها للبائع أمر مرخص به، ووقوفها أمام القاضي وقت القضاء كذلك، ومداواة الطبيب لها حين لا توجد الطبيبة كذلك، والاختلاط القسري في السوق كذلك، وبعض الاختلاط الموجود في المسجد الحرام كذلك، وخروج المرأة للعمل ضرورة كذلك ..

أما جلوس النساء مع الرجال في البيوت للحديث والسمر، أو خروجهم معًا إلى المطاعم والنزهات، أو اعتياد الرجال على الخروج والدخول من أماكن جلوس النساء فهذا كله ينبغي منعه على من مسخت فطرة الغيرة فيهم وفطرة الحياء فيهن.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير