ـ[خلود]ــــــــ[13 Aug 2006, 08:52 م]ـ
نعم قولك هذا -بارك الله فيك- إنما هو على القول بأن مرجع الضمير في {مثلهم} للسموات والأرض.
وسؤالي إنما هو على القول الأظهر، وهو أن مرجع الضمير في {مثلهم} على الناس، خصوصا منكري البعث
ومعنى الآية: أوليس الذي خلق السموات والأرض في شدتها وعظمتها بقادر على أن يبعث الناس ويعيدهم.
إذ للآية ثلاثة معان:
1 - أوليس الذي خلق السموات والأرض في شدتها وعظمتها بقادر على أن يخلق مثل الناس في الضعف والصغر بالإضافة إلى السموات والأرض.
فخلق السموات والأرض دليل على خلق الناس ابتداء.
2 - أوليس الذي خلق السموات والأرض في شدتها وعظمتها بقادر على أن يخلق أجساد بني آدم بعد فنائها.
3 - أوليس الذي خلق السموات والأرض في شدتها وعظمتها بقادر على أن يخلق مثلهم أي: يعيد السموات والأرض.
فإن قيل: إنما أثبت قدرته على إعادة مثلهم لا على إعادتهم أنفسهم، فالجواب:
المقصود بـ {مثلهم} هنا إياهم، وذلك أن مثل الشيء مساو له، فجاز أن يعبر به عن نفس الشيء. يقال: مثلك لا يفعل هذا، أي: أنت.
"زاد المسير"، ص833. و"البرهان" ج4، ص31.
والمعنى الثالث من معاني الآية رده الزركشي بقوله: "يظن بعضهم أن معناه مثل السموات والأرض، وهو فاسد لوجهين:
أحدهما: أنهم ما أنكروا إعادة السموات والأرض حتى يدل على إنكارهم إعادتهما بابتدائهما، وإنما أنكروا إعادة أنفسهم فكان الضمير راجعا إليهم ليتحقق حصول الجواب لهم، والرد عليهم.
الثاني: لتبين المراد في قوله: {أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير} [سورة الأحقاف:33] "
"البرهان" ج4، ص31، 32.
فهل يترجح القول الثاني على الأول؛ لأنه-الثاني- مشتمل على ما يفيده الأول؟
فإثبات البعث يدل على الابتداء؛ لأن القادر على بعث الناس وإعادتهم هو الذي ابتدأ خلقهم؟