تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدراسات الاجتماعية المنعقد في دمشق، وفي نفس السنة مثل جماعة الإخوان المسلمين في المؤتمر الإسلامي الشعبي بالقدس الشريف. وفي سنة 1954 انتخب من قبل مجلس الإرشاد ليكون رئيسا لتحرير مجلة "الإخوان المسلمون"، وظل يديرها إلى أن أوقف إصدارها في العاشر من سبتمبر من السنة نفسها، وذلك لمعارضتها للاتفاقية المصرية البريطانية التي عقدها رجال الثورة مع الحكومة البريطانية. وكان ذلك بداية مسلسل دموي مخز، حيث سبق سيد قطب وصحبه إلى سراديب الإهانة والعذاب، وزج بهم في زنازين سجون "القلعة" و " السجن الحربي"، و"أبى زعبل" و " ليمان طرة"، ولكن سيد قطب ظل صابرا محتسبا، ولم يستطع الطغاة بوسائلهم الإرهابية أن ينالوا من عزيمته الصلبة أو أن يزعزعوا إيمانه الراسخ بعدل الله تعالى، فقاسى أشد العذاب بقلب مفعم بالصبر والإيمان والاحتساب.

وفي سنة 1955 نقل إلى المستشفى العسكري للمعالجة مما أصابه من آثار التعذيب، والأمراض المختلفة التي أصيب بها نتيجة ظروف السجن غير الإنسانية، وحكم عليه في الثالث من يوليه 1955 من قبل محكمة الشعب بالسجن خمسة عشر عاما مع الأشغال الشاقة، وقد كان السجن مناسبة طيبة لإعادته النظر في كتاباته التي كتبها قبل أن يلتزم مع جماعة الإخوان المسلمين.

والغريب في الأمر أن السجن كان بالنسبة لسيد قطب فتحا من الله سبحانه وتعالى، على عكس ما كان يأمله جلادوه، فقد أتاه الله رغم ضعف بنيته، وتكالب الأمراض عليه مكنته من الصمود في وجه الجلادين، وإنجاز الأعمال الشاقة المفروضة عليه، وفوق ذلك بعد ان يعود إلى زنزانته يركن إلى الكتابة والبحث والتحقيق.

وفي سنة1963 وبمبادرة من رئيس الجمهورية العراقية عبد السلام عارف أفرج عن سيد قطب، ولكنه لم يلبث أن اعتقل من جديد، وذلك بتهمة الإعداد لانقلاب عسكري، وأذاقوه الأمرين طيلة عامين كاملين، ثم قدم لمحاكمة صورية قضت بإعدامه مع زمرة من إخوانه وتلامذته، ونفذ فيه رحمه الله حكم الإعدام فجر يوم 29 أغسطس 1966م.

2 - سيد قطب: تراثه الفكري والأدبي.

خلف سيد قطب تراثا أدبيا وفكريا ضخما، يشهد بما كان يتمتع به الرجل من موهبة أدبية أصيلة، وطاقة فكرية فذة، ورؤية إسلامية لواقع أمته المتدني، وعي تام بمشكلات العصر السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية. ويمكننا أن نقسم كتاباته إلى ثلاث مراحل، هي جماع حياته، فهو قد بدأ حياته أديبا ناقدا، ثم مفكرا إسلاميا، ثم مفسرا للقرآن الكريم.

أ. تراثه الأدبي:

جرب سيد قطب رحمه الله أغلب الأجناس الأدبية المتعارف عليها في العصر الحديث، من شعر، وقصة، ونقد، وخاطرة، ومقالة أدبية وفكرية مما يشهد له بالنبوغ في مجال الأدب، ويمكننا أن نصنف كتاباته الأدبية إلى ثلاثة أقسام:

1 - القصة:

أ- طفل من القرية (1945).

ب- أشواك.

ج- المدينة المسحورة.

د- الأطياف الأربعة (بالاشتراك مع إخوته).

2 - الشعر:

أ- الشاطئ المجهول.

ب- حلم الفجر.

ج- قافلة الرقيق.

3 - النقد:

أ- مهمة الشاعر في الحياة (1932).

ب- نقد مستقبل الثقافة في مصر.

ج- كتب وشخصيات.

د- النقد الأدبي: أصوله ومناهجه.

ب. تراثه الفكري الإسلامي.

يمكننا ان نقسم تراث سيد قطب الفكري الإسلامي إلى قسمين:

1 - الكتابات الإسلامية العامة:

وهي التي دعا فيها سيد قطب إلى الالتزام بالإسلام، والسعي إلى تطبيقه، وتغلب عليها النزعة الخطابية، وتظهر فيها حماسة واندفاع الشباب ويمكن حصرها في الكتب التالية:

أ- العدالة الاجتماعية في الإسلام (1948م).

ب- معركة الإسلام والرأسمالية (1950م).

ح- السلام العالمي والإسلام (1951).

2 - الكتابات الإسلامية الحركية الهادفة:

وهي خلاصة تجربته، ومعاناته ودراسته لقضايا ومشكلات أمته في العصر الحديث، ويمكن حصرها في الكتب التالية:

أ- هذا الدين.

ب- المستقبل لهذا الدين.

ح- الإسلام ومشكلات الحضارة.

د- معالم في الطريق (1965).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير