تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد أوضحنا هذا في سورة الأنعام في الكلام على قوله: " يا معشر الجن والأنس ألم يأتكم رسل منكم " ............ ا. هـ.

وقد علق الشيخ عطية سالم بقوله: هذا الاستنتاج الذي توصل إليه فضيلة الوالد - رحمه الله - يعتبر فتحا لأنه توصل إليه استنتاجا فجاء الواقع يشهد بذلك وإن لم يطلع عليه - رحمه الله -.

وقال الشنقيطي أيضا في الأضواء (2/ 188) عند قوله تعالى: " يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُل مِنْكُمْ " [الأنعام: 130] ":

قال بعض العلماء: المراد بالرسل من الجن نذرهم الذين يسمعون كلام الرسل، فيبلغونه إلى قومهم ويشهد لهذا أن الله ذكر أنهم منذرين لقومهم في قوله: " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [الأحقاف: 29].

وقال بعض العلماء: " رُسُل مِنْكُمْ " أي من مجموعكم الصادق بخصوص الإنس: لأنه لا رسل من الجن ويستأنس لهذا القول بأن القرآن ربما أطلق فيه المجموع مرادا بعضه كقوله: " وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا " [نوح: 17]، وقوله: " فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا " [الشمس: 14] مع أن العاقر واحد منهم، كما بينه بقوله: " فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ " [القمر: 29].

واعلم أن ما ذكره الحافظ ابن كثير - رحمه الله - وغيره من أجلاء العلماء في تفسير هذه الآية من أن قوله: " يَخْرُج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ وَالْمَرْجَان " [الرحمن: 22] يراد به البحر الملح خاصة دون العذب غلط كبير، لا يجوز القول به. لأنه مخالف مخالفة صريحة لكلام الله تعالى، لأن الله ذكر البحرين الملح والعذب بقوله: " وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ " [فاطر: 12]، ثم صرح باستخراج اللؤلؤ والمرجان منهما جميعا بقوله: " وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا "، والحلية المذكورة هي اللؤلؤ والمرجان، فقصره على الملح مناقض للآية صريحا كما ترى.ا. هـ.

ومع فائدة أخرى إن شاء الله.

رابط الموضوع

كتبه عبد الله زقيل

[email protected]

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير