تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي مختصر الصواعق كلام تام حول وصف الله عز وجل بهذه الصفة وغيرها من الصفات التي غلب استعمال العامة لها في المعاني المذمومة، كالمكر والخداع والاستهزاء والكيد، قال فيه بعد أن ذكر جملة من الآيات فيها: (لما كان غالب استعمال هذه الألفاظ في المعاني المذمومة ظن المعطلون أن ذلك هو حقيقتها، فإذا أطلقت لغير الذم كانت مجازاً. والحق خلاف هذا الظن، وأنها منقسمة إلى محمود ومذموم، فما كان منها متضمناً للكذب والظلم فهو مذموم، وما كان منها بحق وعدل ومجازاة على القبيح فهو حسن ممدوح، فإن المخادع إذا خادع بباطل وظلم، حسن من المجازي له أن يخدعه بحق وعدل، وكذلك إذا مكر واستهزأ ظالماً متعدياً، كان المكر به والاستهزاء عدلاً حسناً…) ثم قال: (فعلم أنه لا يجوز ذم هذه الأفعال على الإطلاق، كما لا تمدح على الإطلاق، والمكر والكيد والخداع لا يذم من جهة العلم ولا من جهة القدرة، فإن العلم والقدرة من صفات الكمال؛ وإنما يذم ذلك من جهة سوء القصد وفساد الإرادة، وهو أن الماكر المخادع يجور ويظلم بفعل ما ليس له فعله أو ترك ما يجب عليه فعله)، ثم قال: (والمقصود أن الله سبحانه لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق، وقد علم أن المجازاة على ذلك حسنة من المخلوق، فكيف من الخالق سبحانه، وهذا إذا نزلنا ذلك على قاعدة التحسين والتقبيح العقليين؛ وأنه سبحانه منزه عما يقدر عليه مما لا يليق بكماله، ولكنه لا يفعله لقبحه وغناه عنه، وإن نزلنا ذلك على نفي التحسين والتقبيح عقلاً؛ وأنه يجوز عليه كل ممكن ولا يكون قبيحاً، فلا يكون الاستهزاء والمكر والخداع منه قبيحاً ألبتة، فلا يمتنع وصفه به ابتداء، لا على سبيل المقابلة على هذا التقدير، وعلى التقديرين فإطلاق ذلك عليه سبحانه على حقيقته دون مجازه) (7)، والله أعلم.

=================================

(1) انظر: مجاز القرآن/209 و442، ومقدمة تفسير ابن النقيب/36، والإيضاح/400.

(2) انظر: لسان العرب5/ 183.

(3) أخرجه أحمد (1/ 227 - ح1997)، وأبو داود (ح1510)، والترمذي (ح3551) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه (ح3830)، والحاكم (1/ 519) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه أحمد شاكر في تحقيق المسند، والألباني في صحيح سنن أبي داود (ح1337).

(4) بصائر ذوي التمييز4/ 516، وانظر: حاشية الدسوقي على مختصر السعد، ضمن شروح التلخيص3/ 181.

(5) الإيمان/106، وهو ضمن مجموع الفتاوى7/ 111، وانظر: إعلام الموقعين3/ 217، ومجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين1/ 170.

(6) إعلام الموقعين3/ 218، وانظر: صفات الله عز وجل/129.

(7) مختصر الصواعق المرسلة/292.

ـ[ابن ماجد]ــــــــ[12 Sep 2006, 03:51 م]ـ

جزاك الله خيرًا

ولعلك تسمح لي بنقله للفائدة

ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 Sep 2006, 12:18 ص]ـ

شكرا لأخينا الأستاذ يوسف العليوي على هذه الفوائد، ونبدي للجميع أن ابن القيم قال كلمة جميلة وهي أقرب أن تكون فاصلة في بيان هذه القضية وتمام الرد على شبهات الذين يتصيدون القول لإثارة الفتنة وإيقاظها.

وشكرا لأخينا الأستاذ ابن ماجد الذي فطن إلى مسألة هامة من مسائل العلم يجب على كل مسلم معرفة أدنى إصابة فيها.

وشكرا للقائمين على هذا الموقع إذ أتاحوا للجميع فرصة المعرفة الدقيقة للمشتبهات من الأمور، وبارك الله لجميع هؤلاء الذين سعدنا بشكرهم والإشادة بفضلهم.

ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[27 Sep 2006, 02:00 ص]ـ

أخي العزيز

لك أن تفيد منه ومن كل ما أكتبه في هذا الموقع المبارك، إن رأيت أن ما أكتبه يستحق الإفادة، والأصل في ما يكتب في هذا الموقع أو غيره ان يفاد منه.

وأسأل الله لي ولك ولإخواني التوفيق والسداد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير