خُلقتَ مُبرءًا من كل عيب كأنك قد خُلقت كما تشاء" (1).
وذكرك يا رسول الله زاد = تضاء به أسارير الحياة
وما لجنان عدن من طريق = بغير هداك ياعلم الهداة
ولم تنطق عن الأهواء يوماً = وروح القدس منك على صلات
عليك صلاة ربك ماتجلى = ضياء واعتلى صوت الهداة
يحاراللفظ في نجواك عجزا = وفي القلب اتقاد الموريات
ولوسُفكت دمانا ماقضينا = وفاءك والحقوق الواجبات
وإن من أعظم البلاء للأمة المحمدية أن تستهدف في دينها وعقيدتها، وفي نبيها الكريم عليه الصلاة والسلام بالطعن والقدح ..
و إن ما حدث من اعتداء بابا الفاتيكان على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام له دلالات مهمة ينبغي أن تعلم وتدرس ومنها:
أولاً: صدق القرآن ومن جاء به: لقد ذكر القرآن حقائق عظيمة يجب الإيمان بها ومن تلك الحقائق استمرار حقد اليهود والنصارى على الأمة الإسلامية ولو تبدلت الأجيال والأساليب قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ..
كما ذكر القرآن حقيقة عظمى في رفعة هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال تعالى: (ورفعنا لك ذكرك) إن العجب ليتملك المرء وهو يرى اليوم دولاً كبرى تتحالف ورؤساء يصرحون، وقنوات العالم كله تتناول هذا الحدث وملايين البشر يسيرون مسلمين وكفاراً محتجين، دماء تنزف ومؤسسات تعقد، كلها لأجل مَنْ، إنها تدافع عن رجلٍ ولد قبل 1400 عام إنه الرفع في الذكر المذكور في القرآن، ليزداد الذين آمنوا إيماناً ..
ثانياً: ومن الدلالات التي ينبغي معرفتها لهذا الحدث: أنه ينبغي استغلال الحدث في نشر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمها والتأمل في جوانب عظمته والإكثار من ذكره في المجالس، وقراءة الكتب التي تحكي سيرته. وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً عظيماً ..
ومن المهم أن يعلم أولئك المتورطون مكانته عليه الصلاة والسلام بين أمة الإسلام بجميع الطرق المشروعة ..
وبعد فقد قال تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذباً مهيناً) ..
وقال تعالى في الحديث القدسي: (من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خير الأولياء وأعظمهم ..
فاللهم حارب من حاربه وأذل من عاداه ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
وللحديث بقية ...
ــــــــــــــ
(1) اقتباس من خطبة للشيخ محمد المنجد.