وإن أريد بآل عمران موسى وهارون فوجه اصطفاء موسى عليه الصلاة والسلام تكليم الله تعالى إياه وكتابة التوراة له بيده، ووجه اصطفاء هارون جعله وزيراً لأخيه، وأما اصطفاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام فمفهوم بطريق الأولى وعدم التصريح به للإيذان بالغنى عنه لكمال شهرة أمره بالخلة وكونه شيخ الأنبياء وقدوة المرسلين، وأما اصطفاء نبينا صلى الله عليه وسلم فيفهم من دخوله في آل إبراهيم كما أشرنا إليه وينضم إليه أن سياق هذا المبحث لأجله كما يدل عليه بيان وجه المناسبة في كلام شيخ الإسلام، وروي عن أئمة أهل البيت أنهم يقرءون وآل محمد على العالمين وعلى ذلك لا سؤال، ومن الناس من قال: المراد بآل إبراهيم محمد صلى الله عليه وسلم جعل كأنه كل الآل مبالغة في مدحه، وفيه أن نبينا وإن كان في نفس الأمر بمنزلة الأنبياء كلهم فضلاً عن آل إبراهيم فقط إلا أن هذه الإرادة هنا بعيدة، ويشبه ذلك في البعد بل يزيد عليه ما ذكره بعضهم في الآية أنه لما أمرهم بمتابعته صلى الله عليه وسلم وإطاعته، وجعل إطاعته ومتابعته سبباً لمحبة الله تعالى إياهم وعدم إطاعته سبباً لسخط الله تعالى عليهم وسلب محبته عنهم أكد ذلك بتعقيبه بما هو عادة الله تعالى من اصطفاء أنبيائه على مخالفيهم وقمعهم وتذليلهم وإعدامهم لهم تخويفاً لهؤلاء المتمردين عن متابعته صلى الله عليه وسلم فذكر اصطفاء آدم على العالم الأعلى فإنه رجحه على سائر الملائكة وجعلهم ساجدين له وجعل الشيطان في لعنة لتمرده، واصطفاء نوح على العالم مع نهاية كثرتهم فأهلكهم بالطوفان وحفظ نوحاً وأتباعه، واصطفاء آل إبراهيم على العالم مع أن العالم كانوا كافرين فجعل دينهم شائعاً وذلل مخالفيهم، واصطفاء موسى وهارون على العلم فجعل السحرة مع كثرتهم مغلوبين لهما وفرعون مع عظمته وغلبة جنوده مغلوباً وأهلكهم، ولذا خص آدم بالذكر ونوحاً والآلين، ولم يذكر إبراهيم ونبينا صلى الله تعالى عليهما وسلم إذ إبراهيم لم يغلب، وهذا الكلام لبيان أن نبينا صلى الله عليه وسلم سيغلب وليس المراد الاصطفاء بالنبوة حتى يخفى وجه التخصيص وبهذا ظهر ضعف الاستدلال به على فضلهم على الملائكة انتهى.
وفيه أن المتبادر من الاصطفاء الاجتباء والاختيار لا النصر على الأعداء على أن المقام بمراحل عن هذا الحمل، وقد أخرج ابن عساكر وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه فسر الاصطفاء هنا بالاختيار للرسالة ومثله فيما أخرجه ابن جرير عن الحسن وأيضاً حمل آل عمران على موسى وهارون مما لا ينساق إليه الذهن كما علمت، وكأن القائل لما لم يتيسر له إجراء الاصطفاء بالمعنى الذي أراده في عيسى عليه الصلاة والسلام وأمه اضطر إلى الحمل على خلاف الظاهر، وأنت تعلم أن الآية غنية عن الولوج في مثل هذه المضايق.
ـ[الحضار]ــــــــ[05 Oct 2006, 04:28 ص]ـ
سؤال من هو عمران الذكور في القرآن الكريم
ـ[أبو علي]ــــــــ[05 Oct 2006, 06:53 ص]ـ
السلام عليكم
الاصطفاء في الآية متعدد، أي أن:
اصطفاء آدم: اصطفاء جنس، اصطفاء الجنس البشري (المتمثل في آدم) لخلافة الأرض.
اصطفاء نوح: اصطفاء بقاء النوع، نوح هو الأب الثاني للبشرية حيث جعل الله ذرية نوح هم الباقين.
اصطفاء آل إبراهيم: اصطفاهم الله بجعل النبوة والكتاب في آل إبراهيم.
اصطفاء آل عمران: اصطفاء إبراز قدرة الله في مريم وابنها عيسى عليهما السلام.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[05 Oct 2006, 12:50 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على إثراء هذا الموضوع بهذه الردود القيمة
فلا شك عندي أن كلمة (آل) لها معاني مختلفة
و معرفة المعنى المراد منه يكون بدراسة السياق جيدا
أخي الحبيب " عبدالقادر " كلام جميل جدا يحتاج إلي قراءة متأنية مرات و مرات عديدة
أخي الحبيب " أبو علي "
كلامك جميل و لكن ......
هل تعلم بأن كلمة (الآل) جاءت بحق كل من
(آل لوط - آل يعقوب - آل عمران - آل إبراهيم - آل موسى - آل هارون - آل داوود) و (آل فرعون)
الشاهد - سأضع كل الآيات التي جاءت بذكر كلمة (الآل):
المعنى القرآني - الذي أميل إليه إلي الآن هو:
1 - الرجل ذاته
¥