• النوع السابع: ما لم يصح فيه شيئ من جميع ما تقدم ويختلف فيه أهل التفسير وأهل العلم مثل تفسير الحروف التي في فواتح السور وتفسير الروح ونحو دلك مما لم يصح دليل على تفسيره , ولا معنا ضرورة عملية يلجئ إلى وجوب البحث عنه ( .. ) وهذا النوع السابع قسمان: قسم فيه مخاطرة كبيرة وخوف بدعة والعذاب وهو ما يتعلق بذات الله تعالى ونحوه من المتشابهات.
• وقسم دونه مثل تعيين الشجرة التي أكل منها آدم وإسمها, وأسماء أهل الكهف وأسماء سائر المبهمات وتطويل القصص والحكايات وهذا لا بأس بنقله مع بيان أنه لم يصح فيه شيئ وعدم تعلق مفسدة به ولا دخول شبهة في تحليل أو تحريم والله تعالى أعلم.
• وأما التأويلات التي يدعى الإجماع على وجوبها سواء كانت من إجماع الأمة أو العترة فاعلم من الاجماعات نوعان:أحدهما تعلم صحته بالضرورة من الدين بحيث يكفر مخالفه فهذا إجماع صحيح ولكنه مستغنى عنه بالعلم من الدين بالضرورة.
• ثانهما: مانزل عن هذه المرتبة ولا يكون إلا ظنا لأنه ليس بعد التواتر إلا الظن وليس بينهما في النقل مرتبة قطعية بالإجماع وهدا هو حجة من يمتع العلم بحصول الإجماعات ص 156 ( .. ) وهو الكلام في المبهم من المسائل التفصيلية المختلف فيما بين أهل الاسلام .. ص157
تعليق: يمكن الجمع بين النوعين الأول والسابع –خاصة الجزء الأول منه النوع السابع – إذ كل منهما يدخل في المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه.
كما أن هذا لا يستقل بذاته كباقي الأنواع الأخرى ذلك أنها يمكن أن تكون ضمن التفسير بالدراية , وهذان النوعان يصعب تفسيرهما بالدراية مخافته الوقوع في البدع أو الكفر. كما أن الأنواع الأخرى يمكن أن نصطلح عليها بمصادر التفسير إد تجمعها وحدة موضوعية.
وقد ذكر فيها ما هو قواعد وما هو معارف وعلوم. كما أنه جعل المجازنوعا مستقلا ولو جمعه تحت نوع التفسير باللغة لكان أفضل إذ إن مبحث الحقيقة والمجاز مبحث لغوي.
والملاحظ أنه جعل تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وأقوال الصحابة من تفسير السنة بالقرآن بالدراية , ومعظم المفسرون والذين تناولوا علوم القرآن جعلوه من التفسير بالمأثور.
ويبدوا أنه فرق في تقسيمه هذا بين تفسير القرآن للقرآن وتفسير القرآن بالقرآن وكذلك تفسير السنة للقرآن وتفسير القرآن بالسنة , إذ في النوعين الأولين من كل قسم تفسير بالرواية ,إذ هو تفسير يبقي عمل المفسر جمعه من مظانه بعد التأكد من صحة السند فقط. لكن في الثاني هو تفسير بالدراية ذلك أن عمل المفسر ينصب في البحث و الكشف عن الرابطة التفسيرية التي تربط بين الآية المفسرة والآية المفسرة. وهو المعروف بتفسير القرآن بالقرآن.
وبذلك يمكن حصر ما جعله تفسيرا بالدراية إلى أربعة أنواع فقط: تفسير القرآن بالقرآن , وبالسنة وأقوال الصحابة واللغة.