تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المترادف]

ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[07 May 2007, 04:54 م]ـ

ويسمى: الترادف، ويسمى: المرادف -أيضاً-.

وهذا المصطلح يرد كثيراً في كتب العقائد خصوصاً في باب أسماء الله - عز وجل - كالبحث في مسألة ترادفها وتباينها.

كما أنه يرد في غير ذلك.

والحديث عنه سيكون من خلال المسائل التالية:

أولاً تعريفه:

أ - تعريفه في اللغة: قال ابن فارس -رحمه الله-: (الراء والدال والفاء أصلٌ واحد مطرد، يدل على اتباع الشيء؛ فالترادف التتابع، والرديف الذي يرادفك) [1].

ب- وفي الاصطلاح: عرف بعدة تعريفات متقاربة: منها ما عرفه به الجرجاني حيث قال:

1 - (المترادف: ما كان معناه واحداً، وأسماؤه كثيرة) [2].

2 - وعرفه بتعريف آخر فقال: (الترادف: هو عبارة عن الاتحاد في المفهوم، وقيل: توالي الألفاظ المفردة الدالة على شيء باعتبار واحد) [3].

3 - وعرفه - أيضاً - بقوله: (المرادف: ما كان مسماه واحداً، وأسماؤه كثيرة، وهو خلاف المشترك) [4].

4 - وقال السيوطي: (قال الإمام فخر الدين: هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد) [5].

5 - وقيل: هو ما اتحد معناه، واختلف لفظه.

ومن أمثلة ذلك: السيف، والباتر، والمهند وغيرها كلها ألفاظ تدل على مسمى واحد.

ثانياً: سبب التسمية: قال الجرجاني عن سبب التسمية: (المترادف ما كان معناه واحداً، وأسماؤه كثيرة، وهو ضد المشترك؛ أخذاً من الترادف الذي هو ركوب أحد خلف آخر، كأن المعنى مركوب، واللفظين راكبان عليه كالليث والأسد) [6].

ثالثاً: الخلاف في وقوعه [7]: ذهب بعض العلماء إلى إنكار المترادف.

قال السيوطي: (قال التاج السبكي في شرح المنهاج: ذهب بعض الناس إلى إنكار المترادف في اللغة العربية، وزعم أن كل ما يظن من المترادفات فهو من المتباينات التي تتباين بالصفات كما في الإنسان والبشر؛ فإن الأول موضوع له باعتبار النسيان، أو باعتبار أنه يُؤْنِس.

والثاني - يعني البشر - باعتبار أنه بادي البشرة.

وكذا الخندريس: العقار [8]؛ فإن الأول؛ باعتبار العتق، والثاني باعتبار عقر الدن؛ لشدَّتها.

وتكلف لأكثر المترادفات بمثل هذا المقال العجيب) [9].

وممن قال بهذا القول ابن فارس، ونقله عن شيخه ثعلب.

وممن قال بهذا القول أبو علي الفارسي [10].

وقال ابن فارس في الصاحبي في (باب الأسماء وكيف تقع على المسميات):

(ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو: السيف، والمهند، والحسام.

والذي نقوله في هذا: إن الاسم واحد وهو السيف، وما بعده من الألقاب صفات، ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى.

وقد خالف في ذلك قوم فزعموا أنها وإن اختلفت ألفاظها فإنها ترجع إلى معنى واحد، وذلك قولنا: (سيف، وعضب، وحسام).

وقال آخرون: ليس منها اسم ولا صفة إلا ومعناه غيرُ معنى الآخر، قالوا: وكذلك الأفعال نحو: مضى، وذهب، وانطلق، وقعد، وجلس، ورقد، ونام، وهجع.

قالوا: ففي (قعد) معنى ليس في (جلس) وكذا القول فيما سواه.

وبهذا نقول، وهو مذهب شيخنا أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب.

واحتج أصحاب المقالة الأولى بأنه: لو كان لكل لفظة معنى غير معنى الأخرى لما أمكن أن يعبر عن شيء بغير عبارته.

وذلك أنا نقول في (لا ريب فيه): (لا شك فيه) فلو كان (الريب) غير (الشك) لكانت العبارة عن معنى الريب بالشك خطأ، فلما عبر عن هذا بهذا علم أن المعنى واحد.

قالوا: وإنما يأتي الشعر بالاسمين المختلفين للمعنى الواحد في مكان واحد تأكيداً ومبالغة، كقولهم:

وهند أتى من دونها النأيُ والبعدُ

فقالوا: فالنأي هو البعد، قالوا: وكذلك قول الآخر إن الحبس هو الإصْرُ.

ونحن نقول: إن في قعد معنىً ليس في جلس، ألا ترى أنا نقول (قام ثم قعد) و (أخذه المقيم والمقْعِدُ) و (قعدت المرأة عن الحيض) ونقول لناس من الخوارج (قَعَدٌ) ثم نقول: (كان مضطجعاً فجلس) فيكون القعود عن قيام، والجلوس عن حالة هي دون الجلوس؛ لأن (الجَلْسَ: المرتفع) فالجلوس ارتفاع عما هو دونه، وعلى هذا يجري الباب كله.

وأما قولهم: إن المعنيين لو اختلفا لما جاز أن يعبر عن الشيء بالشيء - فإنا نقول: إنما عبر عنه من طريق المشاكلة، ولسنا نقول إن اللفظتين مختلفتان، فيلزمنا ما قالوه، وإنما نقول: إن في كل واحدة منهما معنىً ليس في الأخرى) [11].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير