تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل التداوي بالقرآن مبحث من مباحث علوم القرآن؟]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 May 2007, 08:02 م]ـ

1 - هل التداوي بالقرآن مبحث من مباحث علوم القرآن؟ وهل يندرج في باب فضائل القرآن؟

2 - هل يمكن مداواة غير المسلم بالقرآن كوسيلة من وسائل الدعوة إلى الإسلام؟


خطر لي هذان السؤالان وأنا أبحث عن موضوع التداوي بالقرآن، وحقيقة نفعه في علاج أمراض القلوب أو الأمراض العضوية، أو الاثنين معا.
فقد تحاورت مع زميل لي مسيحي أصيب بمرض استعصى على الأطباء، أصيب به في أذنيه، وأجبره على العمل من البيت طيلة السنتين الأخيرتين، دون التواصل مع أحد، لما تسببه الأصوات الخارجية (حتى وإن كانت خافتة) من آلام شديدة بالدماغ ..
وقد عرضت عليه التداوي بالقرآن لاطلاعي على بعض الأقوال في جواز علاج المشرك بالقرآن الكريم، مستدلة ببعض الأحاديث النبوية.
وقد لفت هذا الزميل انتباهي إلى مسألة، تدور حول طبيعة الأمراض التي يمكن التداوي فيها بالقرآن. حيث طلب مني توفير معلومات حول بعض الحالات التي نجح فيها المسلمون في علاج بعض الأمراض العضوية بالقرآن، لأنه يعتقد أن (العلاج الروحي) - كما يسميه - ليست له قدرة إلا على علاج الأمراض النفسية، وأن التداوي بالقرآن يشبه تماما ما يقوم به بعض الإنجيليين من علاج الناس بالإنجيل. وذكر لي أن من أدلة ما وصل إليه في هذا الموضوع، هو أن العلاج بالإنجيل أو القرآن لم يحصل أن مكنا من إعادة يد مبتورة أو رجل مقطوعة، أو أي مرض ظاهر للعيان لاحد المرضى. وأن كل ما يتم نقله عن شهادات الآخرين هو علاج أمراض كالصرع، أو المس، أو آلام الرأس غير المرئية، أو ما شابه ذلك، وكلها تقريبا أمراض باطنية لا يرى أثرها الخارجي على المرء.

وقد تولدت لدي بعض الأسئلة أرجو المساعدة في الإجابة عليها:
1 - هل التداوي بالقرآن مبحث من مباحث علوم القرآن؟ وهل يندرج في باب فضائل القرآن؟
2 - هل يصح علاج الأمراض العضوية بالقرآن والرقية؟
3 - هل أستمر في اقتراح التداوي بالقرآن على هذا الزميل المسيحي (كوسيلة من وسائل الدعوة إلى الإسلام)؟

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 May 2007, 08:49 م]ـ
وقد طالعت في هذا الموضوع بحثا بعنوان (العِلاجُ بِالقُرآنِ .. ماهيته، أهميته، ضوابطه ( http://www.saaid.net/book/open.php?cat=2&book=3346)) للأستاذ محمد بن يوسف الجوراني، لي عليه بعض الملاحظات.
فقد ذكر الباحث في خلاصة بحثه، ما يلي:
أولاً: أن القرآن شفاء لكافة الأمراض البدنية والروحية. ويكون ذلك بالقراءة على المريض أو الكتابة له.
ثانياً: أن علم العلاج بالقرآن؛ ليس علماً حديثاً، بل هو موجود في الكتاب والسنة ومتداول من عصر الصحابة إلى زماننا.
ثالثاً: أن العلم بالعلاج بالقرآن وِفْق الشرع الحنيف؛ ضرورة على كل مسلم ومسلمة معرفته وتعلمه لحاجة البشرية له.
رابعاً: أن العلاج بالقرآن والطب الحديث يتعاونان معاً في علاج الأمراض ولا ينبغي أن يُهمِل أحدهما الآخر.
خامساً: أن العلاج بالقرآن يُعدُّ من جملة فضائل الأعمال الصالحة سيَّما إذا توفرت فيها الضوابط الآنفة الذكر في الراقي.
سادساً: لا بُدَّ أن يتعاون المريضُ مع الراقي في العلاج وأن يعتقدا أن الشفاء بيد الله تعالى وحده وما الراقي إلا من جملة الأسباب.

وذكر في باب أهمية العلاج بالقرآن ما يلي:
أولاً: أنها شعيرة من شعائر الدين الإسلامي
ثانياً: أنها من وسائل الدعوة إلى الله تعالى
ثالثاً: وجود المرضى في كل بيت من بيوتات المسلمين وفي كل زمان
رابعاً: أنها المخْرَجُ من الكُرَبِ والمصائب
خامساً: أنَّ فيها الاقتداء بالأنبياء والصالحين
سادساً: حتى يُوْصَد البابُ دون السحرة والكهنة والمشعوذين

ثم ذكر في ضوابط العلاج بالقرآن ما يلي:
أولاً: شرعية المصدر
ثانياً: سلامتها مما يُخِلُّ بالاعتقاد
ثالثاً: أن يُعتقد أن الرقية لا تؤثِّر بذاتها
رابعاً: أن تكون باللسان العربي
خامساً: في حال كونها مكتوبة بمداد

ثم ذكر في ضوابط المعالِج بالقرآن ما يلي:
أولاًًً: الإخلاص لله عز وجل في كل عمل
ثانياً: الحرص على العلم الشرعي والعمل به
ثالثاً: التقوى والعبادة
رابعاً: حسن الخلق
خامساً: الممارسة والدربة على يَدِ شيخٍ متقن
سادساً: التحصين
سابعاً: الدعوة إلى الله
ثامناً: الإلمام بأحوال الشياطين ومكائدهم وحيل مكرهم
تاسعاً: التَّأنِّي في التشخيص

وأخيرا، ذكر الضوابط التي تؤهِّل المريض للقبول والانتفاع بالعلاج بالقرآن
أولاً: التوجَّه إلى الله تعالى بالتذذل والخضوع والاتغفار وطلب الرحمة
ثانياً: الإحسان إلى الناس، وتفقد فقيرهم بالصدقة، وسائر فعل الخيرات
ثالثاً: الصبر والرضى بقضائه وقدره

والسؤال الذي أطرحه هو التالي:

أين نجد كل هذه الضوابط في حديث أبي سعيد الخدري المروي عند البخاري: أنه كان في رهط من الصحابة، فأتوا أهل قرية فاستطعموا أهلها فأبوا أن يضيفوهم؛ فكان أن لُدغ سيد القوم فاستعصى عليهم علاجه، فأتوا أولئك النفر من الصحابة، وطلبوا منهم راقيا، فاشترطوا عليهم جُعلا (أي مكافأة) فوعدوهم قطيعا من الغنم، فذهب أبو سعيد رضي الله عنه، وقرأ عليه الفاتحة ونفث من ريقه عليه، فكأنما نشط من عقال، فقال الصحابة: لا تفعلوا شيئا بالغنم حتى ننظر ما يأمرنا النبي عليه الصلاة والسلام، فقال صلى الله عليه وسلم مثنيا على فقه أبي سعيد الخدري: "وما يدريك أنها رقية؟ أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم بسهم"

فهذا الحديث فيه جواز مداواة المشرك بدون اشتراط إيمانه. كما أن فيه جواز العلاج بدون دربة ولا معرفة سابقة، وإنما يكفي الإخلاص لله عز وجل ومعرفة الآيات والسور القرآنية الممكن استعمالها في العلاج. وأن العلاج يمكن أن يقوم به أي مسلم.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير