تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال محير في جمع القرآن]

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 Jun 2007, 09:16 ص]ـ

ورد في تاريخ جمع القران روايتان عن زيد جامع المصحف انه فقد ايتين من كتاب الله تعالى احداهما من سورة براءة والاخرى من سورة الاحزاب وقد قال النقلة والرواة والمخرجون والكاتبون ان احدى المرتين كانت في زمن الجمع الاول اعني في زمن ابي بكر وعمر والثانية كانت في زمن عثمان

وانا لا انازع في الاولى ولكن كيف يمكن قبول نص الامر على حدوثه في زمن الجمع الثاني مع ان الجمع الثاني عبارة عن نسخ المصحف الذي كان في زمن ابي بكر وعمر الى عدة نسخ يعني انهم كانوا ياخذون من صحف مكتوبة فكيف يمكن وقوع مثل هذا الفقدان؟

هناك تخريج للشيخ بشار عواد يقول ان هذا يدل على ان المصحف الذي كان عند حفصة لم يكن كاملا وانا لا اسلم بهذا لعدم وجود الدليل الصريح عليه فيما اعلم وثانيا لو صح هذا التخريج فانه مشكل والاشكال قائم في السؤال لماذا جمع بعضه وترك البعض الاخر

انا اريد السادة (الملتقون) ان يدلوا بدلائهم في الموضوع وساعود اليه بحول الله تعالى عقب الرجوع سالما من العمرة فادعوا لنا ايها السادة الكرام

ـ[النجدية]ــــــــ[21 Sep 2010, 06:08 ص]ـ

للرفع

رفع الرحمن قدركم في الدارين

ـ[محمد كالو]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:23 ص]ـ

يقول الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية:

" تشير الرواية السابقة لابن شهاب الزهري عن خارجة بن زيد في نسخ المصاحف زمن عثمان والتي أدرجها في حديث أنس إلى فقدان زيد آية من سورة الأحزاب، وقد جاءت الرواية دون تحديد للفترة، فهل كان ذلك في جمع الصديق أو في نسخ المصاحف في خلافة عثمان؟

إن إدراجها في رواية نسخ المصاحف يوحي أن ذلك قد كان في العمل الأخير، وهو أمر بعيد، خاصة أن المصاحف العثمانية هي نسخة مطابقة لصحف الصديق منقولة عنها.

لكنا حين نعود إلى روايات جمع الصديق نجدها تتحدث عن فقدان زيد آخر سورة التوبة (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى قوله (وهو رب العرش العظيم).

أما الآية التي تشير إلى فقدانها رواية الزهري عن خارجة فهي من سورة الأحزاب (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) إلى (وما بدلوا تبديلا). فهناك إذن روايتان عن آيتين سقطتا في جمع القرآن، وتم إثباتهما بعد المراجعة [1].

إن الرواية الأولى صريحة بأن آخر سورة التوبة سقط في الجمع الأول زمن الصديق، والرواية الثانية تشير إلى زمن محدد لفقدان آية من سورة الأحزاب، لكن ورودها بعد رواية نسخ المصاحف في خلافة عثمان قد يوهم أنها سقطت في هذا العمل الأخير.

ويبدو أن هذا الوهم كان بسبب إيراد روايات جمع القرآن ونسخه متداخلة في صعيد واحد [2].

ويذهب بعض العلماء إلى أن ذلك كله كان في جمع الصديق [3].

ويروي مؤلف كتاب (المباني لنظم المعاني) في مقدمته رواية عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أبيه - تتحدث عن جمع القرآن في خلافة الصديق، وهي تشبه رواية الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد - المشار إليها سابقا - إلا أنها تنفرد عنها بذكر خبر فقدان الآيتين في ذلك الجمع لا فقدان آية واحدة، وهي بذلك تزيل بعض الغموض الذي تسببه رواية الزهري عن خارجة التي أدرجها في رواية أنس بن مالك عن توحيد المصاحف ونسخها في خلافة عثمان.

والرواية هي [4]: (وفي لفظ الشيخ أبي سهل الأنماري [محمد بن محمد بن علي الطالقاني] رحمه الله: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن موسى قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال: حدثنا عبيد بن عقيل قال: حدثنا خارجة بن مصعب عن عمارة بن غزية عن الزهري قال: حدثني خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال: جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر .. [وذكر خبر جمع القرآن في خلافة الصديق، ثم] .. قال [زيد]: فعرضت واحدة فوجدتني قد أسقطت هذه الآية [الأحزاب] (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ... ) فسألت المهاجرين والأنصار فلم أجد [ها] عند أحد منهم، وقد كنت أعرفها، وقد كان أملاها عليّ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكرهت أن أثبتها حتى يشهدَ معي غيري، فأصبتها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي أجاز رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهادته بشهادة رجلين، فكتبتها، ثم عرضت عرضة أخرى، فوجدتني قد أسقطت آيتين، وقد عرفتهما [التوبة] (لقد جاءكم رسول من أنفسكم ... ) حتى ختم الآيتين، فسألت عنهما المهاجرين والأنصار فلم أجدهما عند أحد منهم إلا عند خزيمة بن ثابت الذي أجاز رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهادته فكتبتها في آخر براءة).

وعلى هذا فإن العمل الذي قام به كل من زيد ومن معه في خلافة عثمان كان تاما لم يحدث فيه فقدان شيء، ولم يكن يتعدى الأساس الذي وضعه زيد في خلافة الصديق نقلا عن القطع التي كتب عليها القرآن العظيم في حياة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم.


[1] انظر: ابن أبي داود: كتاب المصاحف، ط1 المطبعة الرحمانية بمصر 1936م، صححه آرثر جفري، ص 29 - 30.
[2] انظر: ابن حجر: ج10، ص 385.
[3] انظر: ابن كثير: فضائل القرآن، ص 46. وابن عاشر الأنصاري (عبد الواحد بن أحمد بن علي): فتح المنان المروي بمورد الظمآن (مخطوط)، دار الكتب المصرية (تيمور 215 تفسير)، ص 34.
[4] مقدمة تفسير (كتاب المباني في نظم المعاني)، لمجهول، كتبه سنة 425 هـ، نشرها آرثر جفري في (مقدمتان في علوم القرآن)، مكتبة الخانجي 1954م، ص 20 ".

[غانم قدوري الحمد: رسم المصحف، دراسة لغوية تاريخية، الطبعة الأولى 1402 هـ 1982م اللجنة الوطنية للاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري، ص 117 - 119].
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير